محليات

انتهى “الأكشن”: لا حرب ولا تحرير؟!

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”: 

انتهى الفيلم الترويجي المليء بـ”الأكشن” منذ الاعلان عن خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الأحد الفائت، بعدما رسم حدود المعركة المضبوطة على الحدود، إذ يقوم الحزب بدور الإسناد والرديف الاستراتيجي للتخفيف عن أهل غزة، فيما الكلام بأنه ترك الاحتمالات مفتوحة رهناً بسلوك الطرفين – الأمر الذي يشكل بوصلة ربما لـ “الحرب الكبرى”- يبقى جزءاً من الحرب النفسية المنهجية والحماوة الكلامية ليس أكثر.

وفي الواقع لم يأت أمين عام الحزب، بجديد في خطابه لا سيما من ناحية رفع السقوف بوجه أميركا واسرائيل، كما الحلفاء والخصوم، بدا جليًّا أنّ قواعد الاشتباكات ستبقى مضبوطة ضمن الـ10 كيلومترات، في سياق القرار الدولي 1701 الصادر عام 2006 عن مجلس الأمن الدولي، وهذا ما جاء متماشياً مع الهدوء الايراني النسبي في الايام الأخيرة.

وفي ظل ذلك كله، لم يكن مستغرباً، من نصرالله رفع إصبعه بوجه أميركا وإسرائيل من دون تهوّر، إذ كاد أن يقول إنّ ما يحصل في غزة شأن فلسطيني وحمساوي حصراً، وبالتالي يتضح أنّ ايران تريد الحفاظ على فصيلها الشيعي في لبنان أي الحزب بقيادة محور الممانعة ودوره في المنطقة، تاركة في الوقت عينه مصير “حماس” للمجهول، من منطلق أنّها لن تتنازل طوعاً من أجل تسليم فصيل سنّي راية المقاومة، سيما أنّها تتقاطع معهُ على المصالح فقط.

ويُجمع خبراء ومحللون عسكريون، أنّ الحزب لا يستطيع خوض أو الانخراط بحرب دموية وعبثية، متجاوزًا حسابات ومقاسات مشاريع إيران، التي هي في طريقها نحو تتويج المفاوضات النووية، لكنها تنتظر الإخراج المناسب في الشكل والتوقيت، لذا تكتفي برفع شعارات تحرير القدس، وتُنادي برفع الظلم عن الغزاويين فقط، في إحدى أكبر جرائم العصر الحديث واعتاها ظلماً. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى