محليات

كورونا يراكم جثث الموتى في الصين: أسعار حرق الجثث ترتفع

ظلت جثة امرأة صينية مسنة تتحلل، لمدة خمسة أيام في منزلها في شنغهاي الذي كانت تعيش فيه مع أسرتها، قبل أن تصل فرقة دفن موتى لسحب رفاتها، مسنة، الأسبوع الماضي خلال الدفن: “نحن محظوظون أن ذلك حصل خلال البرد في فصل الشتاء”.

وفي حين أن المرأة الثمانينية لم تمت بسبب كورونا، فإن انفجار الحالات في جميع أنحاء الصين وزيادة حالات الوفيات يكتسح محارق الجثث.

وذكرت بلومبرغ أنه يمكن ترتيب حرق الجثة في غضون ثلاثة أيام بتكلفة 68 ألف يوان، مع خدمة في اليوم عينه مقابل 88 ألف يوان. في حين كان يكلف الحرق سابقا بضعة آلاف يوان. فالجثث تفيض في كل مكان بالصين، الآن، ويجب الانتظار لمدة شهر إذا لم يكن المبلغ متوافرا.

وتظهر الإخطارات العامة في منطقة لونغهوا الصينية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن محرقة الجثث استقبلت أكثر من 500 جثة في ذلك اليوم، أي ما يقرب من خمسة أضعاف ما كان يدخلها عادة، وفقا لأحد رواد الجنازة، نقلت عنه بلومبرغ.

وبعد ساعات من الانتظار خلال دفن الامرأة الثمانينية، مُنحت كل عائلة من خمس إلى 10 دقائق للتعازي، وتقاتل الأهل من أجل الحصول على مساحة في غرفة ضيقة مع جثث ممددة على نقالات، وملفوفة في أكياس صفراء.

وقال موظف الرد على الهاتف في محرقة الجثث في شنغهاي الأسبوع الماضي: “النظام بأكمله مشلول الآن، الزحمة هنا كبيرة، والتعامل معها صعب جدا”.

والمشهد مماثل في دور الجنازات في جميع أنحاء الصين.

وفي حين لا أحد يعرف الحجم الحقيقي لحالات الوفاة بكورونا في الصين حاليا، فمن الواضح أن دور الجنائز في المدن الكبرى ممتلئة، ويحذر بعض الخبراء من أن الأسوأ لم يأت بعد، وفق تقرير بلومبرغ.

وأشار موقع “آكسيوس”، إلى أن “موجة هائلة من إصابات كورونا تضغط على المرافق الطبية في الصين.

وأوضح أن حالات الإصابة اجتاحت مدن الصين خلال العطلات ووصلت إلى ذروتها الآن، والمناطق الريفية بدأت تشهد زيادة في الإصابات.

وحاول مسؤولون صحيون عالميون الوقوف على الحقائق وراء حالات كورونا المتزايدة في الصين وسُبل منع انتشار الفيروس على نطاق أوسع في وقت حشدت فيه الصحيفة الناطقة باسم الحكومة المواطنين، الأربعاء لتحقيق، “نصر نهائي” على الفيروس، حسب رويترز.

وأدى إلغاء الصين قيودها الصارمة المرتبطة بكورونا الشهر الماضي إلى انتشار الفيروس بين 1,4 مليار نسمة ليست لديهم مناعة تذكر بسبب الإغلاق المفروض عليهم بعد ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية قبل ثلاث سنوات.

وأبلغت دور الجنائز عن ارتفاع الطلب على خدماتها واكتظت المستشفيات بالمرضى، بينما يتوقع خبراء صحيون عالميون ما لا يقل عن مليون حالة وفاة في الصين هذا العام، وفق تقرير لـ”رويترز”.

لكن الصين لم تعلن رسميا سوى عن عدد قليل من الوفيات المرتبطة بكوفيد منذ تعديل سياستها في التعامل مع الفيروس، وقللت من شأن المخاوف المتعلقة المرض الذي سبق وأن عانت للقضاء عليه من خلال الإغلاقات العامة حتى مع إعادة فتح باقي دول العالم لحدودها.

وقالت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني في افتتاحية “الصين والشعب الصيني سيحققان بلا شك نصرا نهائيا على الجائحة” وفندت الانتقادات الموجهة للنظام الصيني الصارم في التعامل مع الفيروس والذي أثار احتجاجات كبيرة في أواخر العام الماضي.

وانتقدت الصين القرارات التي اتخذتها بعض الدول التي اشترطت على الوافدين من بكين تقديم نتائج سلبية لفحص كوفيد، قائلة إن تلك القرارات “غير منطقية (..) وتفتقر إلى الأساس العلمي”.

ومن المقرر أن يعقد مسؤولو الصحة في الاتحاد الأوروبي اجتماعا الأربعاء لبحث استجابة منسقة بشأن الوافدين من الصين. وتفضل معظم دول الاتحاد فرض تقديم المسافرين نتيجة سلبية لفحص كوفيد قبل مغادرة الصين.

وأصبحت اليابان أحدث دولة تشترط إجراء اختبار كوفيد للوافدين إليها من الصين، بعد إجراءات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى.

ولن تشترط الصين على المسافرين إليها الدخول في الحجر الصحي اعتبارا من الثامن من يناير، لكنها ستطلب منهم ما يثبت إجراء اختبار كوفيد-19 سلبي قبل مغادرتهم.

شك في البيانات

من ناحية أخرى، التقى مسؤولون من منظمة الصحة العالمية بعلماء صينيين، الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن دقة البيانات الصينية حول تفشي المرض وتحوره.

وكانت المنظمة قد دعت العلماء لتقديم بيانات تفصيلية عن التسلسل الفيروسي ومشاركة البيانات المرتبطة بحالات دخول المستشفيات والوفيات والتطعيمات المرتبطة بالفيروس.

وقالت متحدثة باسم المنظمة إنها ستنشر معلومات حول الاجتماع في وقت لاحق، ربما في مؤتمر صحافي يُعقد الأربعاء.

وكانت المتحدثة قال في وقت سابق إن المنظمة تنتظر إجراء “مناقشة تفصيلية” حول انتشار متحورات الفيروس في الصين وعلى مستوى العالم.

وكانت رويترز قد أفادت الشهر الماضي بأن منظمة الصحة العالمية لم تتلق بيانات من الصين بشأن الحالات الجديدة التي دخلت المستشفيات جراء إصابتها بالفيروس منذ عدلت بكين سياستها في التعامل مع الفيروس، مما دفع بعض خبراء الصحة إلى التساؤل عما إذا كانت بكين تخفي الأعداد الحقيقة للمصابين بالفيروس.

وأعلنت الصين خمس وفيات جديدة بفيروس كورونا الثلاثاء مقارنة مع ثلاث وفيات الإثنين، وبذلك تصل الحصيلة الرسمية للوفيات إلى 5258 حالة، وهو رقم ضئيل للغاية بالمقاييس العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى