تقرير إسرائيلي يفضح حالة الارتباك بين الجيش ونتنياهو!

يبدو أن العلاقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي تشهد حالة من الارتباك، وفقًا لصحيفة هآرتس، التي أشارت إلى أن الجيش يعاني من نقص في التوجيهات السياسية الواضحة منذ فترة، ولكن الأمر أصبح أكثر صعوبة الآن حيث لا يتلقى الجيش إرشادات واضحة من الحكومة، مضيفة أن هذا الوضع يثير الارتباك والتساؤلات بين الناس في إسرائيل وفي المجتمع الدولي حيال أهداف نتنياهو وما إذا كانت مفهومة بشكل كافٍ.

وتقول الصحيفة، إنه من الواضح حاليا أن الجيش لا يضغط على الحكومة للتحرك نحو رفح، لأن الأجهزة الأمنية تركز على خان يونس، لمطاردة مسؤولي حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار، وهو ما يتطلب أسابيع وليس من المؤكد أن الأمر سينتهي بالقبض على السنوار أو غيره.

ولا تزال هناك مخيمات للاجئين في وسط قطاع غزة، وهي مخيمات النصيرات ودير البلح، لم تعمل فيها إسرائيل بعد. وتعتبر كتيبتا حماس المتبقيتان هناك أقوى وأفضل تنظيما من الكتائب الأربع الموجودة في رفح. ولا تزال لدى المعسكرات المركزية بنية تحتية لإنتاج الأسلحة لم يتم ضربها بعد.

وأضافت الصحيفة، أن نتنياهو يشدد موقفه في المفاوضات غير المباشرة لزيادة الضغط على حماس، وفي المقابل يضع إسماعيل هنية، زعيم حماس خارج غزة، بدائل غير قابلة للتنفيذ، وهو ما يجعل فرص التوصل إلى اتفاق تتضاءل.

وطالب هنية بضرورة “وقف كامل للعدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ورفع الحصار وعودة النازحين، والالتزام بإعادة بناء غزة”.

وترى الصحيفة، أنه أمام هذه المطالب فإن الاتفاق يبدو بعيد المنال، مما يشكل خطرا واضحا على حياة الرهائن الإسرائيليين، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 32 من أصل 134 محتجزا في قطاع غزة.
وتشير إلى أنه ربما توجد مصلحة مشتركة لدى المؤسسة الأمنية ونتنياهو لمواصلة الحرب.

لكن حتى يتم اقتحام رفح سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى خطوتين تحضيريتين تتطلبان وقتاً، أولا: إخلاء معظم السكان، كما حدث في شمال قطاع غزة ولاحقاً في خان يونس، ثانيا: نشر المزيد من القوات المجندة وقوات الأمن وإعادة تعبئة الوحدات الاحتياطية، التي تم تسريح جميعها تقريبًا في الأسابيع الأخيرة. كما أن عودة السكان إلى مدينة غزة وخان يونس تعني العيش بين الأنقاض دون بنية تحتية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض وضع خطط واضحة فيما يتعلق بكيفية استمرار الحرب، بالإضافة إلى عدم جود ترتيبات خاصة باليوم الذي تنتهي فيه الحرب، وهو ما يصعب الأمر على المهنيين في المؤسسة الدفاعية، كما هو الحال بالنسبة للمسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين هم على اتصال دائم مع إسرائيل.

(بي بي سي)