منوعات

“تيك توك” يقتحم عالم الأخبار والسياسة

يتزايد اعتماد الأميركيين بشكل ملحوظ على منصة “تيك توك” لأجل استقاء الأخبار، فيما يتشبث آخرون بمطالعة وسائل الإعلام التقليدية، لأنهم يعتبرونها أكثر تحريا للدقة والأمانة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز “بيو” الأميركي للأبحاث، ارتفاع عدد الأميركيين الذين يتابعون الأخبار على تيك توك، بثلاثة أضعاف، منذ عام 2020:

بحيث بات نحو عشرة في المئة من كل البالغين وستة وعشرين في المئة ممن هم دون ثلاثين عاما يتابعون الأخبار بشكل منتظم على التطبيق.

البالغون دون 30 عاما يثقون بالأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن البالغين تحت سن الثلاثين يثقون بالأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي، تقريبًا بقدر الأخبار من وسائل الإعلام التقليدية.

وبدأ استخدام تيك توك يتحول من استهلاك المحتوى الترفيهي إلى مصدر للأخبار، عند ثلث المستخدمين، مع تراجع استخدام فيسبوك كمصدر للأخبار، فيما يراوح تطبيق يوتيوب مكانه.

مناصرو الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة يثقون أكثر في وسائل إعلام تقليدية.

وكان من اللافت أن 77 في المئة ممن يفضلون الحزب الديمقراطي والمستقلين في الولايات المتحدة، يثقون بأخبار وسائل الإعلام التقليدية مقارنةً باثنين وأربعين في المئة ممن يفضلون الحزب الجمهوري.

كما ذكرت تقارير إعلامية أن مسؤولين أميركيين يحاولون، بطريقة غير مباشرة، الوصول إلى الناخبين الشباب عبر منصة تيك توك، وهي إحدى أسرع منصات التواصل الاجتماعي انتشارا للأخبار، لكنه يُمنَع تثبيتها على الأجهزة الحكومية في العديد من الكيانات الفدرالية.

وزاد توجه المسؤولين إلى صناع المحتوى لبث أفكارهم، فبدلاً مثلاً من إنشاء محتوى خاص بهم على تيك توك، يتوجه هؤلاء إلى صناع المحتوى الرقمي، الذين يبادرون إلى نشر أفكارهم ومقاطع عنه نشر على شبكات التواصل الاجتماعي كافة.

قوة هائلة

وتسلط هذه الأرقام الضوء على استهلاك الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، قبل أيام من الموعد المقرر لإجراء انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة.

ويرى أستاذ الإذاعة والتلفزيون والخبير في الإعلام الرقمي، الدكتور فتحي شمس الدين، أن تطبيق “تيك توك” شهد نموا كبيرا بين سنتي 2018 و2021، حتى صار بمثابة محرك رائد للبحث على الإنترنت، لا سيما وسط الفئة العمرية (16-24).

وأشار الخبير في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، أن تطبيق “تيك توك” الذي ينمو بسرعة هائلة حقق عائدات إعلانية قدرها 4 مليارات دولار خلال السنة الماضية “وهذا مبلغ ضخم“.

وأوضح أنه من مظاهر قوة “تيك توك”، قضاء المستخدمين 198 مليون ساعة يوميا، في حين لا يتعدى هذا الرقم 17 مليون ساعة على إنستغرام.

ويشرح الباحث أنه من الطبيعي أن يثير هذا التطبيق خشية الولايات المتحدة، لأن مصدر المنصة هو الصين، ولأن “تيك توك” لم يعد قناة تواصل وترفيه فقط، بل أضحى محركا للبحث عن المعلومة وحتى استقاء الأخبار “الأمر الذي يؤثر على الإيديلوجيا الأميركية“.

وتبدي الولايات المتحدة خشية من نشر أخبار زائفة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تتعرض لضغوط متواصلة حتى تضبط المحتوى.

ويضيف أن إجراء عمليات بيع على منصة “تيك توك” يعني منافسة المنصة الأميركية “أمازون”، وبالتالي، فإن التطبيق الصيني يزاحم الريادة الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى