زار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في حلبا، وعقد مؤتمرا صحافيا قال فيه: “نحن اليوم في مستشفى حلبا الحكومي، الذي يقف في خط الدفاع الاول بموضوع وباء الكوليرا، ويوجد فيه حاليا العدد الأكبر من المرضى، ان كان مرضى عاديين أو في العناية الفائقة، حاليا هناك فوق 55 مريضا ما بين مؤكد الإصابة أو بانتظار تأكيد تشخيص الفحوصات، بالإضافة إلى أكثر من 10 مرضى بالعناية الفائقة، وغالبية المرضى في المستشفى هم من بلدة ببنين ومن مناطق عكار”.
وتابع: “في الحقيقة، نحن قمنا بجولة قبل وصولنا الى مستشفى حلبا، وعقدنا لقاء في بلدية ببنين، حيث اطلعنا على الحالة الصعبة التي يعاني منها المواطنون والنازحون في غياب مريع ومخيف شاهدناه للخدمات الأساسية، إن كان لتأمين المياه أم لتأمين الصرف الصحي، وكيف تختلط المياه مع الصرف الصحي، مما يؤدي الى تزايد أعداد المصابين”.
وأضاف: “أما بخصوص التدابير التي نتخذها للوقاية، فهي كيفية تأمين المياه النظيفة والمعقمة، ان كان عبر الإستعمال المنزلي، أو من خلال توزيع الوزارة مع اليونيسف 5 ملايين Palletes على المنازل وعلى النازحين لتعقيم المياه”.
وشدد على أن “وزارة الصحة اكدت أكثر من مرة ضرورة وضع قطرتين من الكلورين لكل ليتر من المياه”، وأكد أن “تلوث المزروعات التي تروى بمياه الصرف الصحي، والتي ثبت وجود الكوليرا فيها من الصعوبة تعقيمها، وهذا يؤدي الى التزايد السريع للمرضى في المستشفى الحكومي”.
وتابع وزير الصحة: “خلال زيارتي المرضى وتعاطينا معهم، لاحظنا أن هناك تأخيرا بتشخيص الحالة، لاعتقاد المريض بأنها حالة إسهال بسيط، فهو لا يأتي الى المستشفى إلا عندما يصبح في حالة جفاف، وهذا يشكل خطرا على حياته”.
وتوجه الى المرضى في المناطق الموبوءة، داعيا إياهم الى الاتصال بالخط الساخن 1787 لأخذ الاستشارات او الحضور الى المستشفيات، حيث تقدم الخدمات الأساسية، وهي عبارة عن أمصال وبعض الأمور الأخرى من أدوية للاستفراغ أو وجع المعدة وجميعها متوفرة.
وتطرق الابيض الى موضوع التغطية الصحية للمرضى اللبنانيين، فأكد ان وزارة الصحة تؤمن التغطية 100 في المئة. وبالنسبة للمرضى السوريين هناك تغطية كاملة من المفوضية العليا للاجئين.
وأشار الى أن “التوجيهات اعطيت للمستشفيات الحكومية كافة وهي ثلاثة: حلبا، المنية ، طرابلس، والإثنين مستشفى سير الضنية، بالإضافة إلى بعض المستشفيات حسب الميزانية التي سنقيمها”.
وأشار الى أنه “بالتعاون مع شركائنا سنزيد السعة الاستيعابية الى حوالى 40 سريرا على الأقل، وهناك دعم كذلك من منظمة الصحة العالمية بموضوع الكوادر الطبية والتمريضية التي ستتواجد لمواكبة التوعية”.
ووجه وزير الصحة رسالة الى مؤسسة كهرباء لبنان، لتأمين التغطية الكهربائية لمحطات ضخ المياه وتوصيل المياه المعقمة لكل الناس، وهذا الأمر أساسي ويكون أول بند باللقاء الوزاري الذي دعا إليه الرئيس نجيب ميقاتي.
كما وجه رسالة ثانية الى العاملين في القطاع الصحي، الذين هم على خط مواجهة كورونا من سنتين ونصف، طالبا منهم بأن “يكونوا على خط المواجهة لوباء الكوليرا من غير راحة”.
وقال: “لذلك يجب تقديم الحقوق المكتسبة لهم، وهذا البند كان على جدول اللقاء الوزاري السابق، ان تدفع الحقوق والمساعدات الاجتماعية للعاملين في المستشفيات الحكومية ووزير المال وعد بذلك”.
ووعد بأن يكون الجزء الاول من لقاح الكوليرا للعاملين في المستشفيات.
وختم الابيض: “نحن موجودون بالدعم الكامل من مستلزمات أدوية ومازوت وأمور أخرى، نحن اليوم أيضا سلمنا مواد الى مستشفى حلبا وطرابلس. وواجبنا كوزارة صحة تقديم كامل الدعم ومن واجب شركائنا الدوليين تقديم كل الدعم لهذه المستشفيات وأيضا الوزارات المعنية كافة”.
بعدها انتقل وزير الصحة الى سرايا حلبا الحكومية، واطلع من وحدة ادارة الكوارث على عمل غرفة العمليات.