محليات

“عملٌ مجنونٌ”… خطوات مرتقبة لباسيل؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

بعد تصريح النائب جبران باسيل في مقابلة لهُ لوكالة “أسوشييتد برس” الاميركية، عن انهُ اذا لم يُشكّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حكومة جديدة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، فـ”سيكون عملاً مجنوناً”، مما سيؤدّي إلى فوضى دستورية، بالتالي يرفض باسيل أن تدير مثل هذه الحكومة البلاد، بإعتبار انها لم تفز بالثقة وتفتقد للشرعية الدستورية.

وفي ما يمكن وصفه بردّ غير مباشر قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من مجلس النواب عن تشكيل الحكومة: “ما عنا شي نحكي… العمل بصمت أفضل”.

ومن مجلس النواب، سئل عن مساعي حزب الله لتشكيل الحكومة، أجاب ميقاتي: “من يشكّل الحكومة هو الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية فقط”.

وقرأ مراقبون في هذا “التصعيد الباسيلي” محاولة جديدة لإبتزاز ميقاتي، وثنيه على تأليف حكومة بشروطه، اي تغيير ستة وزراء كانوا محسوبين عليه، والذي صار “ولاء بعضهم” لميقاتي الى حدٍّ بعيد، غير انّ الاخير لا يزال على موقفه الرافض لشرط باسيل هذا، رغم ضغوط حزب الله بضرورة التشكيل ايّاً كانت الاعتبارات، كما انّ مساعي مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، في هذا السياق، لم تأتِ بثمارها بعد.

وانطلاقا مما تقدم، تبدي مصادر مطلعة خشيتها من ارتفاع حدة التشنج للحؤول دون التشكيل قبل 31 من الشهر الجاري، لا سيما انّ باسيل، لا زال يُكرّس المنطق عينه، من دون تقديم أيّة تنازلات، خصوصاً ان معركة حكومة آخر العهد – هي معركة حياة او موت بالنسبة اليه، فهو القائل: “انّ كل وزير هو رئيس للجمهورية”، وبشكل اوضح ستكون حكومة الـ 24 رئيساً بعد نهاية ولاية عون.

الى ذلك، ثمة مؤشرات، يجب التوقف عندها انّ باسيل يستطيع سحب البساط من تحت حكومة تصريف الاعمال، من خلال سيناريو سحب وزرائه المسيحيين، او استعمال اسلوب المشاكسة السياسية عبر معارضته نيابيّاً، لتطويق رئيس الحكومة وحشره، هذه الورقة قد تحرج ميقاتي مسيحياً، كي يُقال انهُ يريد الحكم منفرداً في مرحلة الشغور، وبذلك سيُتهم الاخير انهُ يحاصر حقوق المسيحيين بإستلام صلاحيات الرئيس.

وأمام كل ما ورد يبقى الرهان واسعاً على ربع الساعة الأخير، حيث اللواء ابراهيم، يقود المشاورات الجديدة والاخيرة بين بعبدا والسراي قبل 12 يوماً من نهاية العهد، ويتركز النقاش حول موضوع الاسماء وامكانيّة تغييرها في التشكيلة الجديدة.

ولكنّ يبقى السؤال، هل ستتوفر عصاً سحرية في مكانٍ ما في الداخل او الخارج، تؤدي الى ان تتألف حكومة بسحر ساحر تكون مفصلية ومصيرية، بالتالي تقطع الطريق على اية اجتهادات وخلافات دستورية بعد 31 من هذا الشهر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى