محليات

في هذه الحال سيتدخّل العالم لإنقاذ لبنان!

بعد تجميد مفاوضات الإتفاق النووي، وفي ظلّ الأوضاع السياسية المعقّدة والتي تزداد تأزماً يوماً بعد يوم، يبدو أن لبنان مقبلٌ على مرحلة محفوفة بالمخاطر على الصعد كافةً وستؤثر حتماً على الإستحقاقات المقبلة وأبرزها الإستحقاق الرئاسي.

ومع بقاء العقبات أمام محاولات تشكيل الحكومة منعاً لخطر الدخول في نفق الفراغ الحكومي بحال فشلت القوى السياسية في انتخاب رئيس للجمهورية، هل يتّجه لبنان نحو وصاية دولية منعاً لوصول الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه بحال لم يتمّ انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية؟

في هذا السياق، أشار الصحافي جورج علم، إلى أنَّ “لبنان اليوم أصبح تحت مظلة إيرانية أميركية أوروبية، وهذا الأمر سيؤثر على الإستحقاقات الداخلية، بمعنى أن الإتفاق على رئيس الجمهورية، ليس بالضرورة أن يستند إلى تسمية حزب الله، ولكن لا رئيس بدون التوافق مع الحزب وهذا شبه محسوم”.

وقال علم في حديث إلى “ليبانون ديبايت”: “إننا ذاهبون إلى الفراغ دون أدنى شك، لأن كل دولة الآن مهتمة بنفسها، إيران لديها حسابات جديدة سواء كان هناك اتفاق نووي أو لا، وهذا سيغيّر بطبيعة الحال التحالفات بالمنطقة”.

وقال: “بحسب معلوماتي فإن الإتفاق النووي سيكون بعد الإنتخابات الإسرائيلية والإنتخابات النصفية الأميركية، وهذا الإتفاق مصلحة أميركية لتفكيك التحالف بين إيران والصين وروسيا”.

وتابع، إن “لبنان تحت رعاية دولية هشّة، وهو تحت نوعٍ من الوصاية، جزء منها مصر أو السعودية لضرورة وجود عنصر عربي، بالإضافة إلى فرنسا وأميركا وإيران وبريطانيا إلى حد ما”.

وأضاف علم: “نحن أمام مسلّمات ثلاثة، الأولى أننا عاجزون عن انتخاب رئيس صنع في لبنان، هذه كذبة كبيرة، طالما أنهم يخاطبون بعضهم بالشتائم، والمسلّمة الثانية، إن حزب الله هو حجر الرحى في البلد شئنا أم أبينا وهذا يحتّم علينا أن نقتنع أن لهذا الحزب دور في أي قرار على المستوى الداخلي إقتصادياً و سياسياً و أمنياً، والمسلّمة الثالثة، تتمثّل في وجود جسر فرنسي سعودي إيراني مدعوم أميركياً من دون إزعاج روسيا، وبناءً على هذه المسلمات لا أرى انتخابات رئاسية”.

وأشار علم الى أن “لبنان أمام انفجار صعب، وطالما أننا عاجزون عن انتخاب رئيس صنع في لبنان، فعلينا أن ننتظر الوصايا الخارجية، وبالتالي سنكون في مرحلة انتظار ربما تستغرق بعض الشهور قبل أن يصار الى إلتفاتة جدية لوضع لبنان تحت مظلة دولية”.

واستطرد قائلاً، “نحن لا يمكننا حكم أنفسنا بأنفسنا، ومنذ خروج السوري من لبنان حتى الآن، هناك فرصة جدية لتطبيق اتفاق الطائف بشكل مثالي والإثبات للعالم أننا أهلٌ لحكم أنفسنا، لكن قدمنا مثالاً سيئاً، السياسيون سرقوا ونهبوا البلد وأصبحوا تحت الشبهات والكلّ لديه اقتناع أن معظم هذه الطبقة السياسية سرقت البلد”.

وختم علم بالقول: “نحتاج الى حماية دولية، والحماية الدولية غير متوفرة لأن كلّ دولة لديها حساباتها ومشاكلها الداخلية التي تحاول معالجتها، ولكن عندما يتحول لبنان إلى كرة نار قد تحرق الشرق الأوسط، عندها سيكون هناك تدخّل دولي وربما وصاية دولية أو تسوية لإخراج الوضع من المأزق الراهن، وبالتالي علينا الإنتظار وهو انتظار مقلق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى