محليات

أمين الجميّل: الشعب اللبناني نموذج للمقاومة المستدامة

افتتح “بيت المستقبل” مؤتمره السنوي بعنوان “لبنان: مراجعة تاريخية ورؤية إصلاحية”، بالتعاون مع مؤسسة “كونراد اديناور” ممثلة بمدير مكتبها في بيروت مايكل باور، بهدف “إجراء مراجعة شاملة لواقع الدولة وطرح نمطية فكرية جديدة من خلال مقترحات تحاكي المجتمع والاقتصاد. كما قدّم مروحة من المفاهيم تمهّد لخريطة طريق نحو مستقبل واعد وبنّاء للبنان”.

وتضمن المؤتمر، وفق بيان لمكتب مؤسس ورئيس “بيت المستقبل” الرئيس أمين الجميل، “سلسلة محاضرات عكست مراجعة للوضع اللبناني بعد الأزمات المتتالية المالية والسياسية التي عصفت بالبلاد وحجبت الذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير، وبلغت ذروتها بالإنفجار- الفاجعة في مرفأ بيروت في 4 آب 2020”.

ولفت البيان الى أن “المحاضرين أصحاب الخبرات العالية، وهم نخبة من لبنان والعالمين العربي والغربي، انتهوا الى طرح حلول عملية للنهوض بلبنان انطلاقاً من مراجعة المبادئ التأسيسيّة للدولة، والمشكلات الوجودية التي تعترض عمل المؤسسات وتعيق مسار الديمقراطية والاقتصاد الليبيرالي الذي كان له الدور الرائد في المنطقة. ومن هذا المنطلق، عالجت ورش العمل القضايا الشائكة، مثل الطائفية السياسية، والعلاقة بين الدولة والطوائف، وفرادة الاقتصاد اللبناني، وأثر الازمات الاقليميّة والتدخلات الخارجية على إستقلال الدولة وسيادتها وتردداتها في لبنان. كما وناقش المؤتمر موقع لبنان في العالمين العربي و الغربي، ودور الشباب في صناعة العقد الاجتماعي الجديد، وأثر انتخابات 15 أيار 2022 على المستويين التشريعي والاصلاحي في البلاد”.

واعتبر الرئيس الجميّل في افتتاح المؤتمر، ان “المراجعة التاريخية والرؤية الإصلاحية للبنان ليستا صناعة سهلة، وبخاصة بعدما وصلت الاوضاع المأسوية الى ما وصلت اليه، لدرجة أن اللبنانيين بلغوا قدراً من الحيرة والتساؤل حول ما اذا كان لبنان لا يزال قادراً على النهوض يوماً ما من أزمته”.

وبعد استرجاع مراحل نشأة لبنان، استرجع “المحطات الاساسية والمحاولات التي كانت تستهدف الاستقرار وتعمل على زعزعته بينها:

– نشوء دولة اسرائيل عام ١٩٤٨ واعادة طرح مسألة حدود الدول في منطقة الشرق الأوسط وتهديد استقرار لبنان، ونزوح الفلسطينيين وتداعياته على التوازن الديموغرافي اللبناني وفي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

– قيام الثورة الناصرية في العام 1956 التي شكلت مصدراً رئيساً لزعزعة الاستقرار.

– الانتفاضة الفلسطينية في العام 1969 ونزعة منظمة التحرير الفلسطينية الى قيام دولة فلسطينية في لبنان وتحويل لبنان الى هانوي.

– وضع يد سوريا على لبنان في العام 1977، ووضع يد ايران على لبنان تحت ستار المقاومة الشيعية ضد اسرائيل في العام 2005.

– غزو الجيش الاسرائيلي للبنان خاصة عامي 1982 و2006، ما أدخل لبنان في أتون من النار والدم مع ما استتبع ذلك من تداعيات مدمرة للسيادة والوحدة الوطنيتين وأمن المواطنين”.

وخلص الى ان “الشعب اللبناني يمثل هذا النموذج للمقاومة المستدامة صوناً للقيم التي طالما دافع عنها”.

وشدد باور على “أولوية الانقاذ من الانهيار الاقتصادي المالي، ونجاح المؤتمر في الخروج بمبادرات ومشاريع تهدف الى مقاربة المشاكل المرتبطة بالنظام الاقتصادي، وبموضوع الطائفية، والتأثيرات الاقليمية والتدخلات الخارجية وطرح الحلول المناسبة بشأنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى