محليات
تهديد أوروبي للبنان : استسلام مقابل ماذا!
بتوقيتٍ ولغة ابتزاز واضحة، حمل مبعوث الاتحاد الأوروبي سفين كوبمانز طرحاً غربياً ل لبنان ومقاومته للانخراط في عمليّة « سلام »
مع العدوّ الإسرائيلي تحت مسمّى الحل النهائي. في مقابل التطبيع والتنازل عن الحقوق، يقدم الأوروبيون للبنانيين مغريات الخبز والدواء والكهرباء، وللمقاومة اللبنانية امتيازات واسعة في النظام الجديد.
الرئيسية/اخبار دوليةاخبار دولية
تهديد أوروبي ل لبنان : استسلام مقابل ماذا!
فيسبوك تويتر لينكدإن Tumblr بينتيريست Reddit واتساب
لبنانبتوقيتٍ ولغة ابتزاز واضحة، حمل مبعوث الاتحاد الأوروبي سفين كوبمانز طرحاً غربياً ل لبنان ومقاومته للانخراط في عمليّة « سلام »مع العدوّ الإسرائيلي تحت مسمّى الحل النهائي. في مقابل التطبيع والتنازلعن الحقوق، يقدم الأوروبيون للبنانيين مغريات الخبز والدواء والكهرباء، وللمقاومة اللبنانية امتيازات واسعة في النظام الجديدقبل أسبوعين من موعد الانتخابات النيابية، ترك «المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط»، سفين كوبمانز، صخب الجبهة الأوكرانية ضد الروس، وحطّ ضيفاً ثقيلاً في بيروت، ليروّج لـ«الحلّ النهائي» مع العدوّ الإسرائيلي، بوصفه السبيل الوحيد للاستقرار في الشرق، والمخرج الوحيد للبنان من أزمته الحالية.الدبلوماسي الهولندي الآتي من فلسطين المحتلة بعد لقاء وزير حرب العدو بيني غانتس، جال على مدى أيّام بين مقرّات الرؤساء الثلاثة ووزارة الخارجية وحزب الله، متحدّثاً باسم 27 دولة أوروبية عن ضرورة تفعيل «عمليّة السلام»، بينما تُقرع طبول الحرب من القدس إلى حلب، ومن تايوان إلى السويد.امتيازات لـ«الشيعة» وغزة دبي جديدةاختصر رئيس الجمهورية ميشال عون موقف لبنان الرسمي بـ«دعم لبنان أي تحرّك أوروبي لإحياء عملية السلام انطلاقاً من مبادرة قمة بيروت»، من دون أن يظهر إلى العلن موقف لبناني يشرح كلام عون أو يتناول «عروضات المندوب السامي» الأوروبي. إلّا أن كل المصادر المتقاطعة تؤكّد لـ«الأخبار» بأن كوبمانز تحدّث بشكل واضح عن سعي أوروبي لإجراء مفاوضات بين العدو الإسرائيلي والعديد من الدول و«الجهات» العربية التي لا تزال تتمسّك بموقفها من الصراع، ومنها لبنان والمقاومة فيه، وعن نيّة أوروبيّة مدعومة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للوصول إلى «حلّ نهائي» خلال السنوات القليلة المقبلة.يبدأ طرح المبعوث الأوروبي من الانهيار الاقتصادي في لبنان وتعذّر استخراج النفط والغاز، وأنه «ليس أمام اللبنانيين أي حلول عمليّة للأزمة من دون مساعدة خارجية وأوروبية – أميركية تحديداً»،وأن هذه المساعدة لن تتمّ من دون «الحل النهائي». الجديد في خطاب المبعوث، هو الفذلكة الأوروبية المستجدة بالقول إن «المقاومة اللبنانية والفلسطينية نجحت في تثبيت قوّتها، لكن هذه القوّة تحتاج إلى الدخول في مسار سياسي لتحقّق الاستقرار الاقتصادي والرفاهية».وعلى ما تقول مصادر «الأخبار»،فإن كوبمانز أكّد انطلاق الاتحاد الأوروبي من تضمين الحلّ النهائي «الدولتين» والقدس عاصمة للدولتين (شرقية وغربية) مع «حرية ممارسة الشعائر الدينية والحفاظ على التعايش الديني»، و«معالجة أزمة اللاجئين وفق ترتيبات الحل الدائم في عملية السلام».فاوضوا إسرائيل… تعيشوا!بالنسبة للبنان، يعتقد الأوروبيون أن الانهيار سبب كافٍ للبدء بمفاوضاتمع العدو برعاية أوروبية، فـ«أنتم لستم قادرين على حل أزماتكم ولم تشاركوا في مفاوضات السلام سابقاً، نحن نعرض الآن الأبواب المفتوحة للعمليّة السلمية والتي ستنعكس ازدهاراً عليكم»، قال كوبمانز لمضيفيه.
ومن بين المغريات، يؤكّد الموفد الأوروبي أن «عمليّة السلام تحلّ مشكلة الطاقة في لبنان بشكل نهائي، وتسمح للبنانيين بإنتاج الكهرباء واستثمار الموارد النفطية والغازية بشكل سليم»، وأن «لبنان قد ينضم سريعاً إلى كونسورتيوم إقليمي يضم مصر والإمارات وقبرص واليونان وإسرائيل ودولاً أخرى، ما يساعد على استقدام الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد».يعرض الأوروبيون انضمام لبنان إلى كونسورتيوم إسرائيل – مصر – قبرص – اليونان لا تقف المغريات عند هذا الحدّ، فعدا عن محاولاته تشجيع الدولة اللبنانية على الدخول في عملية تفاوضية مع العدوّ، عمل الموفد على تقديم مغريات خاصّة بحزب الله وبحركات المقاومة في فلسطين. مثلاً عرض كوبمانز إجراء ترتيبات أمنية بين المقاومة اللبنانية والعدو الإسرائيلي على الحدود مع فلسطين، وحفظ حصّة «وازنة» جداً للمقاومة في النظام اللبناني الجديد تضمن امتيازات واسعة لـ«الشيعة» في لبنان، مع تعهدات بإعمار غزة ودعمها اقتصادياً لتتحوّل إلى «دبي جديدة»، على ما تنقل مصادر «الأخبار».
وحول خريطة الطريق للوصول إلى التفاوض، يؤكّد الموفد الغربي بأن «الاتحاد الأوروبي جاهز لترتيب خطوات ما قبل التفاوض، وإجراءات بناء الثقة للوصول إلى مفاوضات إيجابية وبناءة بين القوى المتصارعة في المنطقة»، مع تأكيد على نية الاتحاد الأوروبي «السعي مع إيران والجزائر وكل الدول والجهات المعادية لإسرائيل، لفتح خطوط التفاوض والوصول إلى الحلول».أوروبا شريكة في الحصار لا ينفصل هذا الطرح القديم/الجديد، والحركة الديبلوماسية المرافقة في لبنان عموماً، عن الحماسة في بروكسيل لاستقرار أمني وسياسي في المنطقة جرّاء «الحلّ النهائي» المتخيّل، والاتفاق النووي الإيراني «المرتجى»، ومدى الحاجة لتأمين مصادر وخطوط نقل آمنة للغاز من الشرق وشمال أفريقيا بديلة عن الغاز الروسي.
اخبار دولية