إنتخابات 2022محليات

جعجع: لا نسعى أبدا الى إقفال بيت أحد

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “أهالي كسروان هم اكثر من عاش في قلب تاريخ لبنان والمسيحيين والموارنة، وهذا القضاء يتمتع بمقومات وتاريخ وعائلات وتراث وثقافة”.

هذا الموقف أطلقه جعجع في كلمة القاها عبر “Zoom” خلال لقاء حواري نظمه مكتب الشباب والرياضة لمنطقة كسروان مع مرشح الحزب عن المقعد الماروني في دائرة كسروان – جبيل النائب شوقي الدكاش، في بيت عنيا – حاريصا، تحت عنوان “صوتك عم يهدر فينا”، في حضور معاون الامين العام لحزب “القوات” وسام راجي، منسق المنطقة شربل زغيب، واختصاصيين من مختلف المجالات وحشد من القواتيين.

استهل اللقاء الذي قدمته الاعلامية ستريدا بعينو بالنشيدين الوطني والقواتي، ثم تحدث جعجع، منوها بهذه المشهدية، رغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية الحالية تحضيرا للانتخابات النيابية.

واثنى على مزايا النائب الدكاش، قائلا: “لا أخفي عليكم أن لدي نقطة ضعف تجاه الدكاش لانه يتمتع بالصفة الأهم، التي على كل انسان أن يحملها وهي الصدق، فضلا عن أنه ابن قضية في آن معا”.

ولفت الى أن “كسروان رغم كل مقوماتها وتاريخها وعائلاتها وتراثها وثقافتها ما زالت من الناحية السياسية بعيدة من المكان الذي يجب أن تكون فيه، فالكسروانيون من أكثر من عاش في قلب تاريخ لبنان والمسيحيين والموارنة، وفي القرون 17 و18 و19 أي في المرحلة التي كان فيها الاعيان واجهة المجتمع، وكانت السلطة الحاكمة تعتمد عليهم لإدارة الشؤون المحلية، ان كان في بشري او كسروان او حتى في مناطق اخرى، فقد قاموا بأدوار مهمة ولو ان البعض منهم كان ظالما، ولكن بغالبيته خدم الناس وساعد وحاول التخفيف من ظلم الحكام، ومن هذه الفكرة نشأت “البيوت السياسية”.

اضاف: “لكن اليوم لا يمكننا الاستمرار في سياسة الاعيان، لان دور النائب يختلف تماما عن دور الاعيان، فهو يؤثر على مجرى الاحداث في السلطة المركزية، والقصة ليست قصة بيوت سياسية ولو انها بيوت عريقة، ونحن تربطنا علاقة صداقة معها، ولكن ما الدور الذي يمكنها القيام به على صعيد السلطة السياسية. اهو دور انمائي مناطقي فقط؟ فحقوق المناطق لا تختلف بين منطقة وأخرى في الدولة المركزية نفسها، لأن الفقر الذي يطال ابناء كسروان يطال الجميع أيضا، وبالتالي تحتاج الى نواب وأحزاب كبيرة لا الى أعيان وبيوت سياسية”.

وشدد على “أننا لسنا ضد أحد ولا نسعى أبدا الى إقفال بيت أحد أو فتح آخر جديد، باعتبار أن هدفنا تشكيل قوة ضغط كبيرة قادرة على الانجاز في السلطة المركزية”.

وأشار الى أن “أهمية النائب المنتخب في كسروان لا تكمن في تمثيل منطقته فقط بل في مدى فعاليته في السلطة المركزية، التي لا تتحقق الا اذ انضوى في مجموعة قوى كبيرة قادرة على التغيير”.

وشرح ماهية الانتساب الى الاحزاب، معتبرا أن “في مجتمعنا يهرب البعض من كلمة “احزاب” بسبب الاعيان والبيوت السياسية، في وقت لا خلاص لأي مجتمع متحضر من دون الاحزاب وليس صدفة ان كل دول العالم المتطورة قائمة عليها، وهي المصانع التي تحضر الاجيال للعمل السياسي”. وانتقد من يعتبر أن “الاحزاب لا نفع لها، ولا سيما أن التعميم في كل الامور لا يجوز”، ليؤكد جعجع أن “لكل مجال اختصاصه فكيف بالحري السياسة، اختصاص الاختصاصات، التي مدارسها وجامعاتها هي الاحزاب. لا ننكر وجود أحزاب فاسدة ومغشوشة ومتخلفة ومزيفة ولكن هذا لا يطال مفهوم الاحزاب، لذا علينا التمسك بهذه المعادلة”.

واذ دعا الشباب الى ضرورة الالتزام بالأحزاب، ولا سيما  في حزب “القوات”، أكد جعجع ان “لا خلاص للبنان الا من خلالها، وحبذا لو تضعوا تاريخ كل الاحزاب امامكم للاختيار في ما بينها”.

واردف: “قارنوا تاريخ القوات الحقيقي، وليس الذي يحاول البعض تشويهه. فالرئيس ميشال عون نجح في امرين: من جهة أعلمنا أننا سنصل الى جهنم ووفى بوعده، ومن جهة أخرى نجح في تلطيخ صورة “القوات” النقية. فهذا الحزب آنذاك ضم مجموعة شباب وشابات تحمسوا وتهافتوا للدفاع عن مجتمعهم ومناطقهم بعد ان انهارت الدولة، وقاوموا بامكانات محدودة في أماكن تواجدهم، إن على الجبهات أو في الجرود دفاعا عن أرضهم، في وقت نشأ الى جانب هذه الفئة، من دون معرفتها، مجموعات “زعران” في الشوارع واحياء المدن قامت بشتى المخالفات منتحلة اسم “القوات اللبنانية”، في وقت كانت المجموعات الحقيقية موجودة على الجبهات ومراكز القتال تخسر شبابا منها يوميا”.

واستطرد: “لهذا السبب، عند تسلمي قيادة القوات، اسست شرطة عسكرية فعلية استطاعت كبح هذه الافعال في وقت قصير. ورغم هذه الحقائق الا ان عون حمل مسؤولية هذه الافعال الخاطئة الى القواتيين الحقيقيين، متناسيا انهم كانوا يحاربون الى جانبه في “حرب التحرير” وانتشروا ضمن مجموعات على كل الجبهات لمنع دخول السوريين الى لبنان، ونجح بهذه الطريقة في تشويه صورة “القوات” لفترة معينة”.

وأكد جعجع أن “القوات الفعلية هي التي ترونها أمامكم اليوم، والتي عرفتموها من خلال أداء نوابها ووزرائها بعد أن تجلت صورة “ميشال عون” والنظام السوري، وهما يعملان سويا بالتكافل والتضامن حتى هذه اللحظة، في وقت ظهرت “القوات” على حقيقتها وتبين “من هو الميليشياوي رغم أنه استلم الدولة، ومن يريد بناء الدولة علما أنه لم يتسلمها بعد”.

من هذا المنطلق، جدد جعجع التأكيد أن “مرحلة الاعيان قد ولت، وبتنا بحاجة الى نواب ينتمون الى احزاب تتمتع بالقوة والقدرة والتخطيط المطلوب والدراسات ليمارسوا مهامهم في المجلس النيابي وتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات المطلوبة وانتخاب رئيس يقوم بدوره على اكمل وجه، وفي حال أردنا التوجه نحو هذا المنحى، فليس أمامنا سوى انتخاب “القوات”، لأن الحزب القوي الآخر هو “العونية” وانجازاته “حدث ولا حرج”.

وردا على سؤال، اعتبر جعجع “أننا سنتصرف كأكثرية نيابية لو لم نحصل عليها، كما تصرفنا سابقا كأقلية، رغم اننا كنا الأكثرية فـ”الحجر في مكانه قنطار”، ويكفي أن نؤمن بأنفسنا ونكون صادقين مع الناس ونملك خطة انقاذية واضحة لتصبح عندها الاعداد غير مهمة”.

وتابع: “في الاماكن التي منحت الثقة للقوات سابقا، ان في كسروان بنائب واحد أو في مناطق أخرى أو في الوزارات لمستم أعمالنا، لذا بقدر الثقة التي ستمنحونها لنا سننجز اكثر واكثر، خصوصا أن الفريق الآخر “مكسور” و”مضعضع” ويسعى “حزب الله” دائما الى تحسين اموره لتعود و”تتفكك” بعدها، على خلفية انها تحالفات اصطناعية”.

واذ شدد على أننا “بتنا في مرحلة لا تحتمل المجاملات أو تدوير الزوايا وخياراتنا ستكون واضحة وستتلاءم مع قناعاتنا”، أكد جعجع اننا “بأمس الحاجة الى خطة انقاذ سريعة لاعادة لبنان الى مكانته الطبيعية وتفعيل عجلة الاقتصاد ودورة الحياة للحد من هجرة شبابنا وتأمين الحياة الكريمة لمواطنينا”.

وختم جعجع: “اذا أردتم كسروان عاصية كما كانت دوما، فانتخبوا حزبا عاصيا، بالتالي صوتوا لـ”القوات  اللبنانية”.

الدكاش
وكان للنائب الدكاش موقف من مختلف الملفات التي طرحت، حيث شدد على دور الشباب وأهمية انخراطهم في العمل الحزبي، وضرورة مشاركتهم في إعادة بناء الدولة، كما تطرق الى الصعوبات والمشاكل الاقتصادية والصحية المتراكمة والثقة الدولية المفقودة، نتيجة ممارسة السلطة الحالية وعدم أهليتها لإدارة شؤون الوطن والمواطن، ما أدى إلى عزلة غير مسبوقة، كما إلى هروب رؤوس الاموال والإستثمارات.

بعدها عرض وثائقيان، الاول عن معاناة الشباب، خلال الحرب اللبنانية، والقرارات المصيرية التي اتخذوها آنذاك، كما تطرق الى اهمية الانتخابات النيابية المقبلة وحسن التصويت للخروج من هذا الاتون الذي يتخبط به اللبنانيون، لما لها من تأثير على تغيير الوضع الراهن، بينما الثاني دعا المغتربين الى تحمل مسؤولياتهم عبر التصويت بكثافة لانقاذ وطنهم وللحد من هجرة الشباب اللبناني.

وفي حوار مع مجموعة من الاختصاصيين الذين عرضوا هواجس الشباب في كل المجالات، تحدث المهندس الميكانيكي رودولف زغيب عن مشاكل انحدار قطاع الهندسة والبناء الذي طالته الازمة الاقتصادية، فيما شرحت المهندسة الزراعية ماري لويز صليبي معاناة القطاعات الانتاجية الزراعية والسياحية، ليتطرق بعدها المهندس المالي حنا زوين الى مصير الودائع والمصارف والخطط التي يمكن اعتمادها في المستقبل لإحياء القطاع المصرفي.

بدوره القى الأختصاصي في الجراحة الدماغية د. ايليو عبد النور مداخلة تمحورت حول معاناة اللبنانيين لجهة القطاع الصحي، إن على مستوى فقدان الادوية أو غلائها أم على صعيد الازمات التي تواجهها المستشفيات، ولا سيما الهجرة القسرية للاطباء والممرضين.

اما المحامية ترايسي وهيبة، فتناولت في مداخلتها وضع السلطة القضائية، معتبرة انها باتت تفتقر الى الاستقلالية والشفافية وتعاني من خلل دستوري. وعرض د. الجامعي ميشال الحكيم لصعوبات القطاع التربوي ولا سيما معاناة الجامعة اللبنانية، مشيرا الى ان الحرية التعليمية والتعبيرية باتت شبه مفقودة، فضلا عن هجرة الاساتذة وصعوبة التعلم عن بعد.

وتولى كل من ايليو كريدي، غريس صقر، جوزف معلوف وريان هاروني الاجابة عن اسئلة الحضور.

وفي المناسبة، تم إطلاق منصة Google Forum تسمح للشابات والشباب في نقل هواجسهم وافكارهم ومشاريعهم الى نائب المنطقة، لمتابعتها مع المراجع المختصة وتحقيق ما يمكن تحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى