اهم الاخبارخارجيات

رضا بهلوي في لحظة التحول: من أمير منفي إلى “مرشد الثورة الديمقراطية” في ظل الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية

رضا بهلوي في لحظة التحول: من أمير منفي إلى “مرشد الثورة الديمقراطية” في ظل الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية

في وقتٍ تشهد فيه المنطقة أخطر مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل منذ عقود، يتقدّم رضا بهلوي، ولي العهد الإيراني السابق، ليقدّم نفسه ليس كملك في المنفى، بل كـ”صوت الشعب” و”جسر العبور” نحو إيران جديدة.

الضربة الإسرائيلية الواسعة التي نُفذت في 13 حزيران، والتي طالت قادة في الحرس الثوري ومواقع نووية استراتيجية، وضعت النظام الإيراني في موقف دفاعي داخلي ودولي، بينما استثمر رضا بهلوي هذه اللحظة ليُعيد تموضعه كأحد أبرز وجوه المعارضة المنظمة للنظام من الخارج.

الضربة الإسرائيلية… وارتجاج الداخل الإيراني

نفذت إسرائيل “عملية الأسد الصاعد” ضد إيران، مستهدفة مطارات، قواعد صاروخية، ومراكز تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو، واغتالت شخصيات أمنية وعسكرية رفيعة. وقد ردّت طهران بإطلاق أكثر من ألف صاروخ ومئات المسيّرات، إلا أن فاعليتها العسكرية لم تتجاوز حدود الرمزية، بحسب تقارير دولية.

في موازاة القصف، بدأت علامات تفكك داخلي تظهر داخل النظام، من خلال انشقاقات محدودة، وتوترات بين الحرس الثوري والجيش النظامي، وصمت شعبي لافت عن أي تضامن واسع مع القيادة الإيرانية.

بهلوي: “هذه حرب خامنئي لا إيران”

في أول رد فعل له، نشر رضا بهلوي بيانًا وصف فيه الحرب بأنها “حرب خامنئي” وليست حرب الإيرانيين. وأكد أن النظام “يضحّي بالشعب للبقاء”، داعيًا أفراد الجيش وقوات الأمن إلى الانشقاق و”الانضمام إلى الشعب قبل انهيار الدولة بالكامل”.

تصريحات بهلوي جاءت مختلفة عن معظم الأصوات المعارضة التقليدية، إذ كانت تحمل وضوحًا استراتيجيًا وتصعيدًا مدروسًا، ما جعله محط أنظار الإعلام الدولي والدوائر الدبلوماسية.

مبادرة سياسية وسط الحرب: مشروع ازدهار إيران

في ظل الغليان العسكري، أعاد رضا بهلوي الترويج لـ “مشروع ازدهار إيران” (IPP) الذي أطلقه في نيسان الماضي، كخارطة طريق لإعادة بناء إيران بعد سقوط النظام، ويشمل:

حكومة انتقالية مدنية تمثل كل فئات الشعب

إلغاء النظام الثيوقراطي وإقرار دستور علماني

تحالف إقليمي قائم على نموذج “ناتو مصغّر”

انفتاح استراتيجي على إسرائيل والدول الخليجية

رؤية جديدة لعلاقات إيران الإقليمية

في موازاة الأحداث، أعاد بهلوي طرح فكرته الجريئة حول “اتفاقية كورش” — وهو إطار رمزي لتعاون مستقبلي بين إيران الديمقراطية وإسرائيل، مستندًا إلى الإرث الحضاري الفارسي اليهودي المشترك.

وفي مقابل التحريض الرسمي ضد تل أبيب، شدّد بهلوي على أن “الشعبين ليسا في حالة حرب”، بل “يجب أن يكونا شريكين في إعادة بناء شرق أوسط قائم على السلام والتكامل الاقتصادي والديمقراطي”.

الحراك الشعبي يتناغم مع دعوته

في مدن إيرانية عدّة، سجلت تقارير حقوقية خروج احتجاجات صغيرة، لا سيما في الأحواز وتبريز، ترافقها دعوات للإضراب العام، ما يعيد إلى الأذهان بدايات الحركة الخضراء. ويبدو أن هذه التظاهرات، رغم محدوديتها، تتفاعل مع نداءات بهلوي لإشعال “ثورة مدنية بلا سلاح، إنما بسلاح الإرادة”.

قراءة استراتيجية: رضا بهلوي في لحظة مفصلية

في لحظة تتكامل فيها الضربات العسكرية، الاحتقان الشعبي، والضعف السياسي للنظام الإيراني، يضع رضا بهلوي نفسه في موقع رجل الدولة، لا الوريث الملكي. لا يطالب بالتاج، بل يستثمر موقعه الرمزي لقيادة التحول نحو جمهورية ديمقراطية حديثة.

قد يكون المستقبل الإيراني غير محسوم، لكن المؤكد أن رضا بهلوي لم يعد مجرد ذكرى ملكية… بل مشروع بديل ينتظر لحظته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى