ستريدا جعجع: زيلينسكي ذكرني بالحكيم!
أكدت النائبة ستريدا جعجع خلال اجتماع عقدته والنائب جوزف اسحق، في معراب، لرؤساء مراكز “القوات اللبنانية” في قضاء بشري وأعضاء الماكينة الانتخابية ومسؤولي مكاتب الانتخابات والمحاور الانتخابية في القضاء، أن “أسوأ أنواع الحكم في المطلق، بغض النظر عن النظم السياسية، هو النوع الذي تمارس فيه السلطة لغير المصلحة الوطنية العليا، إما لمصلحتها الشخصية والفئوية والحزبيّة أو لمصلحة مشروع لا علاقة له بالوطن والشعب، وهذا النوع من الحكم يمارس من قبل من يقبضون على السلطة في لبنان”.واشارت إلى أن “الازدواجية في المعايير لدى أركان السلطة واضحة وجليّة وليس آخرها في مسألة النأي بالنفس، وهذا الأمر هو الدليل القاطع على أنهم لا يعملون للمصلحة الوطنيّة العليا فمن يعمل لهذه المصلحة لا بد أن يكون لديه ثوابت واضحة ومبادئ راسخة ومواقف متناغمة”.
ورأت أنه “انطلاقا مما هو حاصل مع الشعب الأوكراني والموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية فولوديمير زيلينسكي بالنزول إلى الأرض إلى جانب العسكر والشعب دفاعا عن بلاده وأرضه، فقد ذكرني هذا الأمر بـ”الحكيم” الذي يوازي نفسه بأقل عنصر في القوات اللبنانية، وخصوصاً في مرحلة عام 1994 عندما أتته عروض عدّة للسفر إلى خارج البلاد إلا أنه رفض ذلك وقرر الدخول إلى المعتقل أسوة برفاقه، وذكرني موقف الرئيس الأوكراني أيضا كيف كان رئيسنا أيام الحرب، “تنذكر وما تنعاد”، أمام الشباب على الجبهات وفي ساحات المعارك ليس في الخلفية مختبئا في غرف العمليات، وقد أصيب مرات عدة إلى جانبهم في الخطوط الأماميّة وفي كل مرة كان يعود ليكون حيث يعتقد أنه يجب أن يكون إلى جانب الشباب في الخطوط الأمامية”.وتابعت: “كذلك الأمر، اليوم في السياسة، تذكرت محاولة استدعاء الحكيم زوراً في 25 تشرين الأول الماضي إلى المحكمة على خلفيّة أحداث الطيونة في 14 تشرين الأول الماضي، “تنذكر وما تنعاد أيضاً”، وذلك بغية زجه زورا مرة جديدة في المعتقل، فضلا عن التهديدات التي وصلت بشكل مباشر والتي تتوعّد الأخذ بالثأر في حين أن القاصي والداني يدرك من هو المعتدي ومن المعتدى عليه في هذه الحادثة وأن أهالي منطقة عين الرمانة كانوا في موقف دفاع عن أنفسهم وعائلاتهم وبيوتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم”.ولفتت إلى أنه “لا يمكنني أيضا سوى أن أتوقف عند ما يقوم به الحكيم اليوم في السياسة حيث يأخذ الأمور بصدره دفاعا عن الوطن والشعب غير آبه بالمخاطر، أيا تكن هذه المخاطر، فكم هو مهم في أي وطن مهدد بالأخطار أن يكون فيه حزب منسجم مع مبادئه وقناعاته الوطنيّة وتاريخه النضالي في سبيل حاضر الوطن ومستقبله، ومن ناحية أخرى كم من المهم أيضا أن يكون على رأس هذا الحزب رئيس بكل ما للكلمة من معنى”.أضافت: “انطلاقا مما تقدّم، على الشعب اللبناني أن يحدد خياراته بشكل واضح في الانتخابات النيابيّة المقبلة، وعما إذا كان يريد العيش في وطن تتجاذبه الصراعات الاقليمية والدولية التي لا علاقة له فيها أو لبنان الذي يهتم في ازدهاره ليؤمن لشعبه أفضل فرص الحياة والبحبوحة؟ فهذه الانتخابات ليست أبداً كسابقاتها وإنما هي منعطف مفصلي في تاريخنا وستحدد مسار البلاد في المستقبل لذا على كل فرد منا أن يعي المسؤولية الملقاة عليه في تحديد مصير البلاد وأن يحكم ضميره وعقله قبل الإدلاء بصوته لأن كل صوت في صندوق الاقتراع مهم جدا”وقالت: “لا نجتمع اليوم من أجل التباحث في مجريات التحضيرات للانتخابات في قضاء بشري لمجرّد اهتمامنا بالفوز في هذه الانتخابات في القضاء، إنما لأن معركتنا في بشري هي جزء لا يمكن أن يتجزأ أو ينفصل عن المعركة الانتخابية الوطنية التي نخوضها كحزب قوات اللبنانية في كافة الدوائر الانتخابية في البلاد كما في جميع دول الانتشار، إنها معركة كبرى عنوانها واضح وهو إنقاذ لبنان، وسنقوم نحن في بشري بدورنا وواجبنا في الجزء الذي نحن معنيون به كما يقوم رفاقنا بذلك في الدوائر الانتخابية الأخرى، لذا علينا ألا ندع أحدا ينزلق بأهلنا إلى ما هو أقل من هذا المستوى الوطني للمعركة لأنها كذلك، وعلينا كأهل قضاء بشري واجب واضح في المشاركة في هذه المعركة فكما لم نتخاذل يوماً في التضحية من أجل لبنان فإننا لن نتخاذل اليوم أبدا”.