إقتصادمحليات

الاقتصاد ما بين الحرب الباردة والساخنة


جاء في “المركزية”:

لقد تحوّل لبنان من اقتصاد محاولة إعادة النمو، واقتصاد مواجهة أكبر أزمة اقتصادية اجتماعية ومالية في تاريخ العالم، إلى اقتصاد الحرب والخوف والقلق والتجميد والتحذير، وما يُسمّى اقتصاد الحرب الباردة. 

هذا ما يؤكده رئيس الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL وعميد كلية إدارة الأعمال في “جامعة القديس يوسف” الدكتور فؤاد زمكحل ويقول لـ”المركزية”: هذا النمط المخيف وغير المستقر، يُجمّد ويشلّ الأسواق، ويوقف الاستثمارات، وتُصبح الأولوية بناء استراتيجيات لمحاولة حماية الحياة.

وإذ يشير إلى “مخاطر كبيرة من تحويل الحرب الباردة إلى حرب ساخنة، إذ أن أيّ شرارة يُمكن أن تشعل نيران الحرب المدمّرة”، ينبّه زمكحل إلى أن “اقتصاد الحرب الباردة يُهرّب كل المشاريع والاستثمارات الداخلية والخارجية، كما ويجمّدها. كذلك تُهرّب الأموال والعملات من كل المنطقة، وتُجمّد التوظيفات وترفع البطالة إلى آفاق مخيفة، ليس فقط في لبنان بل في منطقة الشرق الأوسط ككل”.

ويضيف في هذا السياق، أن “الحرب الباردة تُوقف الحركة السياحية ونشاط النقل من المنطقة الساخنة وإليها. وفي ظل انحدار الثقة على هذا النحو، ستتطلب إعادة بنائها سنوات طويلة، لأنّ الهلع والخوف لا يتبددان بسهولة”.

ويحذّر من أنه “إذا أُقفلت المطارات والمرافئ والمعابر فستكون الكارثة الأكبر، لأنّ لبنان سينقطع عن العالم، من دون أي مكوّنات للمواجهة. كما أنه في ظل الحرب الباردة، وتحذير شركات الطيران الدولية من الهبوط في بيروت، فإنّ هذا الأمر سيكون له تداعيات كارثية أيضاً على الجمود الاقتصادي والتبادل التجاري”.

وليس بعيداً، يقول زمكحل: إذا كانت الاستراتيجية المدمّرة هي لعزل لبنان، علينا أن ننظر بدقّة إلى قطاع الاتصالات والإنترنت، فقطع الشبكة سيكون ضربة قاضية لمن يُحاول المواجهة… إضافةً إلى ذلك، إن اقتصاد الحرب سيحدُّ من حركة البواخر ولا سيما بواخر الفيول التي ستُخفّف ممّا تبقى من تأمين التيار الكهربائي، أكان من شركة الكهرباء المهترئة، أو حتى من المولّدات الخاصة. فاقتصاد الحرب سيخلق سوقاً موازية جديدة، وسيُعزّز التهريب والاقتصاد الأسود، على حساب الاقتصاد الأبيض، وما تبقّى من الشركات الشفّافة.

ويشير إلى أن “الحرب الباردة، حتى لو لم تتحوّل إلى حرب ساخنة في لبنان، فسيكون لها تداعيات كارثية في كل القطاعات الإنتاجية، وحتى في الحياة اليومية، خصوصاً إذا ما استمّرت شهوراً عدة بل سنوات. وإذا، لا سمح الله، تحوّلت إلى حرب ساخنة وشاملة، فلن تُشبه الحروب السابقة، لأن لبنان وشعبه واقتصاده وشركاته وقطاعَيه العام والخاص، قد خسر كل مكوّناته للمرونة والصمود والمواجهة، وحتى إعادة الإعمار”.

ويذكّر بأن “لبنان قد خسر ذراعه الدولي والعربي، ولن يحصل على سنت واحد لإعادة إعمار حجر واحد، أو استبدال زجاجة، وأي خراب مادي قد يقع لن يُعاد بناؤه لسنوات طويلة”.

ويختم: لبنان واللبنانيون غير مهيّئين لمواجهة أي حرب. فاللبنانيون خسروا عزيمتهم… وكل مكوّنات الدفاع المالية، النقدية، الاقتصادية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى