حسن فضل الله: وجود المقاومة وشرعيتها لا يحتاج الى اذن اولئك
رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “ان هزيمة المشروع الصهيوني في لبنان، الذي كانت حرب تموز واحدة من عناوينه الكبرى، لم تعنِ أن الذين ضد فكرة المقاومة غيروا قناعاتهم، فهم عندما تسنح لهم الفرصة، لا يتوانون عن شحذ سيوفهم، لكن مشكلتهم أنهم لا يملكون القدرة، ولا يملكون منطقا وحجة وأدلة، فتصبح هذه السيوف أدوات تحريض طائفي ومذهبي، وكلما قويت المقاومة وضعف العدو، يشعرون بالهزيمة، فيزداد غيظهم وحنقهم”.
وخلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة انتصار 14 آب الذي اقيم في محلة خلة وردة في بلدة عيتا الشعب الجنوبية التي نفذت فيها عملية أسر الجنود الصهاينة في تموز 2006 ، لفت النائب فضل الله إلى أنه “دائما كان هناك من هو مع المقاومة ومن هو ضدها، فالانقسام حولها ليس جديدا، وهو قبل نشأة حزب الله، ونحن كنا نقطع المراحل، لاننا نريد ان نهزم الاصل الذي هو العدو، وعندما هزمناه في العام ألفين هناك من شعر بالهزيمة في لبنان، لان مشروعه هزم”.
وقال:” لأن المقاومة حريصة على بلدها وشعبها وعلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك، فإنها ترفض الانجرار الى خطابهم الفتنوي، ولغتهم البغيضة، التي تنم عن عجز وفشل في صياغة خطاب وطني، فهم يريدون جر البلد إلى الفتنة من خلال تعبئة الشارع، وتحريضهم البغيض، ودفع اللبنانيين إلى التقاتل غير آبهين بالنتائج الكارثية على الناس، بما فيهم من يدعون تمثيله، وبالمقابل فإن تحريضهم يعطي مفعولا عكسيا عند بقية اللبنانيين خصوصا بيئة المقاومة التي تزداد تمسكا بالمقاومة وسلاحها وانجازاتها، ولئن كانوا يريدون استفزاز هذه البيئة لتقوم بردة فعل، فإن ما يمتلكه جمهور المقاومة من وعي وحكمة وشجاعة، هو الذي يفوت الفرصة على اولئك الذين يحملون مشروع الفتنة في لبنان”.
وأوضح النائب فضل الله أن في لبنان هناك مشروعين، واحد يؤمن بخيار المقاومة للدفاع عن لبنان وحمايته واستثمار ثرواته خصوصا النفط والغاز، ويتمسك بالسلم الأهلي والعيش المشترك ويرفض الفتنة والفوضى، وجاد في بناء مؤسسات الدولة ووضع خطط التعافي المالي والاقتصادي، ويسعى عندما تقع اي مشكلة لحلها ضمن الاطر القانونية، وهو ما قمنا به عند الاعتداء علينا من مجموعة مسلحة في الكحالة، إذ منذ البداية ذهبنا الى مؤسسات الدولة وطلبنا الجيش والقوى الامنية للمعالجة وبعدها للتحقيق لتحديد المعتدين ومن حرضهم ودفعهم للاعتداء على هذه الشاحنة وعلى اخواننا الذين كانوا موجودين فيها”.
واضاف: نحن الذين نمتلك الشعبية والحضور والقوة والحق نلجأ لمؤسسات الدولة، حتى في القضايا المالية او الاقتصادية نساعد ونقدم الخدمات ونخفف من الازمات ونبذل كل جهد ممكن، ولكن لسنا نحن من يستطيع ان يحل المشكلة، انما مؤسسات الدولة على كافة الصعد، ونحن نحمل مشروع الدولة الحقيقية، ونسعى اليه من خلال شراكتنا داخل مؤسساتها في المجلس النيابي والحكومة ونتشدد في المحافظة على سلمنا الاهالي ونواجه التحريض بلغة العقل ونواجه الاستفزاز بالحكمة”.
وتابع:”أصحاب المشروع الآخر لا يريدون دولة حرة وسيدة ومستقلة وتملك قرارها، انما يقبلون بدولة مرتمية في احضان الخارج، وتكون ملحقة بالعدو الصهيوني وخاضعة للهيمنة الاميركية، ولذلك هم لا يتركون مناسبة الا ويحاولون تهديم ما تبقى من مؤسسات دولة والعمل على تحريض الناس من اجل احداث فتنة وانقسام، وضرب عوامل القوة الوطنية بدءا من استهدافهم للمقاومة وصولا إلى الجيش الوطني مرورا برفضهم أي تلاق وحوار بين اللبنانيين”.
وقال:”عندما عمل الجيش في حادثة الكحالة في اطار وطني لمنع الفتنة وعدم الانجرار لمشكلة اكبر، بدأوا بمهاجمته والتشكيك فيه وتنظيم حملة ضده، فاذا كان الجيش قويا في مواجهة العدو وحكيما في حماية السلم الاهلي فلا يريدونه، وانما يريدونه على شاكلتهم، جيشا ضعيفا في مواجهة العدو وقويا على شعبه، وأداة في مشاريعهم التقسيمية والفتنوية، اما الجيش الذي يقف اليوم في مواجهة العدو او يتصرف بحكمة ووطنية في حادثة افتعلوها بتحريضهم وأحقادهم، فيصبح عرضه لتشكيكهم واتهاماتهم”.
وأكد النائب فضل الله “أن وجود المقاومة وشرعيتها لا يحتاج الى اذن اولئك الذين لم يكونوا يوما في صف الشعب المقاوم للاحتلال، فشرعيتها مستمدة من شعبها ومن المواثيق الدولية والقيم الانسانية، وعندما يكون هناك اعتداء واحتلال لا ننتظر اذنا من أحد، وهذا حق طبيعي للانسان، ومن يريد التحدث عن منطق الدولة، فعلى المستوى الدستوري استمدت المقاومة هذا الحق من اتفاق الطائف والبيانات الوزارية المصادق عليها بقوانين المجلس النيابي منذ ذلك الاتفاق، وهذا اصبح عرفا دستوريا، واما خصومها فهم من خرج عن الدستور والقوانين والمواثيق، فهم خارجون عن الدولة والقانون، باستهدافهم للمقاومة”.
وقال:”منذ التحرير الذي قدمناه بأبهى صوره، كنا حرصاء دائما على أمن واستقرار هذه المنطقة، ونرفض اي مس بسلمها الاهلي واستقرارها، ومنذ التحرير قلنا ان مسؤولية الامن في المنطقة المحررة هي في عهدة الدولة اللبنانية بمؤسساتها وجيشها وقواها الأمنية، ونريد الحفاظ على هذا النموذج من الحياة الهادئة والمستقرة هنا، ولا نقبل ان يعكر صفوها احد، ولدينا مؤسسات للدولة تعالج اي مشكلة، ولكن هناك دائما من لا يعجبه هذا المشهد خاصة العدو الاسرائيلي الذي كان يمني النفس في العام 2000 أن تتكرر تجارب اخرى حصلت في لبنان، وعمل لحصول ذلك وفشل”.
وقال:”اليوم نحن حرصاء على هذه المنطقة وعلى كل الجنوب وكل لبنان وعلى كل اهلنا، ولا نقبل لاحد ان يأتي ليخرب علاقاتهم وسلمهم الاهلي، لأن من هم في قصورهم ومراكزهم يريدون ان يأتوا الينا بمشاريعهم التفتيتية، فهذه المنطقة ستحافظ على هذا الامن والامان وترفض التحريض والتعبئة الطائفية والمذهبية وتصر على هدوئها واستقرارها، واهلنا مطمئنون لهذا الامر ولا احد يستطيع ان يمس بهذه التجربة الرائدة التي عمرها 23 سنة.