محلياتمن الصحافة

مشهدية عام 2019.. لبنان مهدّد بالحرائق الضخمة

في كل سنة من فصل الصيف، تجتاح موجة الحرائق بلدان عدة ومنها لبنان، نظراً لارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى اندلاع الحرائق في أحراجه الكثيفة وأشجاره، على الرغم من تراجع حجمها بشكل كبير في السنوات الماضية. مما لا شك فيه، أن 80% من الحرائق هي مفتعلة برإي عدد كبير من الخبراء، إلّا أنّه وبالطبع، تلعب الحرارة المرتفعة والإحتباس الحراري دوراً رئيسياً في اندلاعها.

لبنان مهدد بالحرائق الضخمة!

أعلن الخبير البيئي البروفيسور “ضومط كامل” في حديث خاص لـ”الديار”، أن لبنان مهدد بالحرائق الضخمة مثل حرائق اليونان، والخطير في الموضوع أّنّ بعد هذه الحرائق باتت الأشجار تتحول كليّاً إلى رماد، على خلاف الحرائق السابقة، التي كانت تبقى فيها الأشجار شامخة. وعزى الخبير البيئي السبب إلى دخولنا “عصر الغليان”، وبروز ظاهرة “النينو” التي سبق وشرحنا عنها في المقالات السابقة، التي تؤثّر على المناخ بشكل خطير جداً وينتج عنها فيضانات وتصحّر وتغير كلّي في الحركة المناخية.

أما عن حجم الثروة الحرجية، فكشف بروفيسور “كامل” أنه مستمرّ في التقلّص، وباتت الثروة الحرجية تبلغ 13% فقط من مساحة لبنان، بعد أن كانت تشكّل حوالي الـ 63% من مساحته، بسبب الحرائق المتتالية والتمد العمراني الضخم. مما يعني أننا فعلاً دخلنا في دائرة الخطر، والنتائج قد لا يحمد عقباها.

هل يتكرر سيناريو حرائق عام 2019؟
في هذا السياق، أكّد الخبير البيئي أن هذه السنة سنشهد سلسلة من الحرائق تكون أضخم وأكثر فداحة من تلك التي اندلعت في لبنان عام 2019، فالوقود الأحفوري، الاحترار العالمي، ظاهرة النينو، القبة الحرارية، وعوامل جمّة أخرى قد تساهم في اندلاع هذه الحرائق وتفاقم من حدّتها.

كما ركّز على دور النفايات في الإسراع من اندلاع الحرائق كالنفايات العضوية المغلّفة بأكياس “نايلون” التي ينبعث منها غاز الميثان، مما يؤدي إلى انفجارها، بالإضافة إلى الزجاج والبلاستيك اللذين يتحولان إلى شعلة نار بسبب التعرض لأشعة الشمس القوية.

هذا وسبق أن كشف دراسة أعدّت ما بين وزارة البيئة وجامعة البلمند عن مساحات أراضي وغابات لبنان الخضراء التي قضت عليها الحرائق، حيث بلغت مساحة الأراضي المحروقة 2838 هكتارا في عام 2021 منها 2100 هكتار من مساحة الغابات الخضراء في البلاد، و215 هكتارا أراضي زراعية و1631 أراضي ذات التنوع البيئي حسب الدراسة.

أما في عام 2019، فاندلعت سلسلة من الحرائق في لبنان ناهزت الـ 100 حريق بحسب الدفاع المدني، انتشرت على مساحات واسعة بغابات لبنان وأتت على مساحات كبيرة من الغابات والمناطق السكنية في كل من منطقة الشوف وإقليم الخروب بيروت. ومن ثم توسعت لاحقا لتشمل مناطق أخرى، فيما أتت النيران على أربعة منازل وأحرقتها بالكامل. وبلغت كثافة سحب الدخان جراء الحرائق حد تغطية مداخل بيروت والشوف وصيدا.

وختم الخبير البيئي حديثه مناشداً البلديات لتنفيذ خطط مراقبة للغابات والأحراج لتفادي اندلاع الحرائق الكبرى فيها أو حتى التمكّن من إخمادها قبل التمدد أكثر فأكثر.

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى