منوعات

انتحار مناخي… ارتفاع الحرارة مؤشّر خطير!

كتبت سمر الخوري في “المركزية”:

“لهيب” هو حال الطقس في هذه الأيام!  

ورغم أنّ موجة الحرّ هذه الى انحسار مع نهاية الشهر، بحسب ما أشارت مصلحة الارصاد الجوية والتي نفت أمس المعلومات المتداولة عن أنّ درجة الحرارة ستبلغ 45 درجة في الأوّل من آبّ، فإنّ درجات الحرارة القياسية التي تجتاح مختلف المناطق اللّبنانية، كما العديد من بلدان العالم، تؤشّر الى أنّ عواقب تغير المناخ يمكن أن تكون أسوأ مما كنا نعتقد!  

وفي الإطار، يلفت رئيس “جمعية الأرض” – لبنان بول أبي راشد الى أنّ اتجاه معدلات الحرارة عالميا بدأت بالإرتفاع منذ الثورة الصناعية ولا تزال ترتفع مع مرور السنوات، مؤكدا أننا في صلب تغيير حقيقيّ للمناخ، وكل نكران لذلك هو عملية انتحار وجنون!  وتحدث عن  مخاطر متتالية من أحداث طبيعية خطيرة منها الحرائق في كندا واليونان وايطاليا ومحيط المتوسّط وغابات الأمازون والتي لم نكن نشهد لها مثيلا في السابق.  

اذا، الاحترار العالمي هو بحسب أبي راشد نتاج 100 عام من تصرفات الانسان ما بعد الثورة الصناعية جراء حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، وهو ما جعل الكوكب أكثر سخونة وتقلبا. 

المقلق برأي أبي راشد، هو استمرار الحرارة المرتفعة لأيّام، وليس ارتفاع درجات الحرارة ليوم واحد وانخفاضها مجددا، وهذا ما يخلق مشكلات كبيرة ومنها “تحميص” وجفاف إضافة الى تبخر المياه السطحية. 

ويعطي مثالا عنها ما حصل مؤخرا في لبنان حيث أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أنه بسبب تدني المتساقطات خلال العام المائي 2022-2023، لم تتمكن من تعبئة بحيرة القرعون، ونظرا لهذا التدني فإنّ القدرة الانتاجية لمعامل الليطاني ستتدنى بدورها. 

للإتعاظ من تجربة كورونا وأخذها كمثال يوم أجبرت الجائحة العالم على الحدّ من الملاحة الجوية والبريّة… وعليه يرى أبي راشد أنّ العالم بحاجة لإتخاذ قرارات صارمة من شأنها خفض انبعاثات الغازات الدفيئة لوقف الاحترار ومنعا لسيناريوهات أسوأ بكثير مما نشهده اليوم، خصوصا ألا اجراءات جديدة لا محليا ولا عالميا للتصدي للتغيير المناخي، حتّى أنّ مؤتمرات المناخ في شرم الشيخ أو مؤتمر مناخ الأمم المتحدة لم يأخذوا الأمر على جديته. 

وختم أبي راشد “نحن ذاهبون نحو انتحار مناخيّ جماعي جراء نشاطنا البشريّ… ومستمرون”.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى