محليات

لا بديل عن التوافق… بيضون: قد نقبل بالسيئ لتفادي الأسوأ

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

لا تزال الابواب موصدة امام الحل في لبنان وعليه تاليا الانتظار لوقت طويل ريثما تنجلي الصورة في الاقليم والمنطقة اكثر فاكثر. ولا يظنن احد بان هناك حلا سحريا لأزمة مركبة سياسية واقتصادية ومالية انفجرت في العام 2019 ولها ابعاد دولية وتعقيدات اقليمية لم تنضج بعد لانتخاب الرئيس في لبنان. هناك حوارات على مسارات متعددة يجب ان تنتهي لكي تنعكس على لبنان، فضلا عن استعداد الاطراف الداخلية للحل في ظل لعبة عض الاصابع حتى بين الفريق الواحد بالتوازي مع عجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس للجمهورية بسبب تركيبته ذات الاكثريات المعطلة وعدم قدرة اي فريق على امتلاك الغالبية ونصاب الثلثين لفرض مرشحه. لذا ما على لبنان سوى الانتظار وترقب تطورات المنطقة في اكثر من ملف في اليمن والعراق وسوريا اضافة الى المفاوضات النووية وتداعياتها على المشهد الداخلي، وحتى ذلك الحين على الحكومة والقوى السياسية احتواء الازمة وتعطيل صواعق الانفجارات السياسية والطائفية والامنية والمالية للبقاء في المنطقة الآمنة وتفادي الارتطام الكبير، الى ان يتمكن اللبنانيون من اقتناص اي فرصة خارجية لاختراق جدار الازمة الرئاسية. 

عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب اشرف بيضون يأسف للانقسام اللبناني الحاصل حتى على بيان اللجنة الخماسية الذي ينظر اليه كل فريق من زاوية توافقه ومصلحته الشخصية، متناسيا المصلحة الوطنية الجامعة التي يستحيل توفيرها بمعزل عن التوافق وهو مطلبنا الاساس لوقف التدهور ومسلسل التعطيل المنسحب في كل يوم على قطاع ومؤسسة. نحن نعلم مدى قدرة وصلاحية عمل حكومة تصريف الاعمال، لكننا للضرورات وتجنيب المواطنين الاسوأ قد نقبل بالسيئ وبأي تدبير واجراء ممكن كمثل ملء الفراغ المنتظر في حاكمية مصرف لبنان للحؤول دون المزيد من التدهور المالي فالاولوية لمصلحة الناس. اما ان ننتظر الحل من الخارج على رغم تقديرنا لاي حراك مساعد فقد يكون الانتظار طويلا باعتبار ان للخارج اهتماماته واولياته التي قد لا تتطابق مع مصلحتنا اللبنانية. من هنا اصرارنا على التوافق قبل وبعد نتائج الجلسة الانتخابية الاخيرة التي اكدت عجز اي فريق من الفريقين المتنافسين عن ايصال مرشحه الى الرئاسة الاولى. لنفترض ان احدهم تمكن من ذلك، فهل يستطيع الرئيس العتيد الحكم؟ قطعا لا. الافضل في رأيي ان يشمل التوافق على شخص الرئيس ايضا برنامج العمل للمرحلة المقبلة والمشروع الكفيل بعملية النهوض بعيدا عن لعبة الارقام وحسابات الفوز والخسارة. 

ويختم مستغربا كتاب الخارجية اللبنانية الداعي البرلمان الاوروبي الى الحوار فيما نحن نصم اذاننا عن مثل هذه الدعوة ولا نبادر الى العمل بها على رغم ما يجره مسلسل التعطيل القائم من مصائب وكوارث لا قدرة لاحد على تحملها. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى