كباش وتشنج يستبقان الهدوء والحوار… لا حل الا بالتوافق
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية لم تختلف عن الجلسات السابقة من حيث النتيجة، انما ظهرت اكثر ما يحفل به الملف الرئاسي من الغام ومطبات وكمائن وارادات متصادمة وجبهات متواجهة تعكس معالم المرحلة المقبلة التي تتجه اليها البلاد وما ينتظر اللبنانيين التواقين الى انتخاب رئيس للجمهورية ينهي مسيرة الانهيار والالام المحشورين بين جنباتها، وما بات العالم بأسره مجمعا على وصفه بالمهزلة السياسية المتمادية على المسرح اللبناني الذي يتبارى ابطاله في قسمة اللبنانيين المنتظرين امام مشهدية الخداع والتعطيل.
وخلافا لكل العراضات والبهلوانيات السياسية والشعبوية المتزاحمة على الخط الرئاسي لا شيء يبشر بقرب انتهاء هذه المهزلة ومع لغة التحدي القائمة والمستمرة لا يتوقع استيلاد رئيس جمهورية من بين هذه الجبهات المتصادمة. تبعا لذلك، لم يكن مفاجئا للبنانيين مشاهدة فصل جديد من فصول مسرحية الانتخاب الهزلية تراكم فيه المزيد من الفشل والتناقضات السياسية والنيابية التي عكستها جلسة الانتخابات .
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يعتبر عبر “المركزية” ان جلسة انتخاب الرئيس اتت في السياق المتوقع لها وخلصت الى التأكيد على ضرورة الذهاب الى الخيار الثالث التوافقي، لان من غير ذلك يستحيل العيش معا، خصوصا اذا ما بقي فريق متمسكا بسلاحه ويستقوي به على باقي الافرقاء . وفي حال استمرار هذه الحال تصبح اللامركزية الادارية الموسعة احد الحلول المطروحة للبحث سيما وانها لا تتعارض مع بنود اتفاق الطائف الذي نص على اعتمادها صراحة.
وفي السؤال عمن سيبادر الى دفع الفرقاء الى التوافق بعد رفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري القيام مجددا بهذا المسعى يقول: هناك حديث عن توجه لدى المرجعيات الروحية للمبادرة الى ذلك. المهم ان عقب الجلسة الانتخابية بالامس تولدت قناعة لدى الجميع بضرورة اللقاء والتوافق واعتقد ان الموضوع بات متيسرا بمساعدة، ان لم تكن داخلية فخارجية، على ما تسعى اليه فرنسا بايفادها الوزير جان ايف لودريان الى بيروت . نتمنى له النجاح في مهمته لان كل يوم تأخير يزيد من معاناة اللبنانيين .
ويختم متوقعا المزيد من الكباش السياسي في الاسبوعين المقبلين ريثما تهدأ الساحة السياسية وتترسخ قناعة اللقاء والحوار لدى الفريقين المتنافسين رئاسيا .