“حرب مقدسة” لـ”الثنائي”… وخوف من كلمة سرّ
ما يشبه “الحرب المقدسة”، تلك التي يخوضها حالياً الثنائي الشيعي بقيادة “حزب الله” ضد مرشح التقاطع الرئاسي بين معظم اللبنانيين جهاد أزعور. واستنفر فريق الممانعة كل قواه مع تصاعد التأييد لهذا المرشح، والذي يشير الى ان الجلسة الـ12 في 14 الجاري، قد تشهد حصول أزعور على 65 صوتاً وما فوق، الامر الذي سيكرس فوزاً لا يمكن تجاوزه سواء في تعطيل نصاب الجلسة الاولى او الثانية.
وعلمت “نداء الوطن” ان الاجواء المتوترة والمشحونة التي سادت بين بكركي وعين التينة الاسبوع الماضي، تبددت بعد تحديد بري جلسة في 14 حزيران. وسيوفد البطريرك بشارة الراعي المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار إلى عين التينة غداً الجمعة.
وسيطلب موفدا الراعي من بري الدعوة الى جلسات متتالية وسريعة في حال فشل الجلسة المقبلة، وعدم الاكتفاء بجلسة واحدة. وسيتمنيان عدم تعطيل النصاب في الدورة الثانية كما حصل سابقاً والاحتكام الى اللعبة الانتخابية، علماً ان بكركي والمكونات المسيحية ترضى بهذا السيناريو في وقت كانت البطريركية تتمنى احترام الاجماع المسيحي الذي حصل على ازعور بعدما حمّل الفريق الآخر وعلى رأسه بري مسؤولية الفراغ للقوى المسيحية التي لم تكن متفقة على مرشح. وبالتالي، وعلى الرغم من ظهور الثنائي الشيعي بمظهر المتحدي للارادة المسيحية، الا ان بكركي تصر على استكمال الحوار الداخلي ولبننة الاستحقاق واتمامه باأسرع وقت ممكن.
وعلى رغم “الثقة” التي تظاهر بها الرئيس بري، وقوله ان الفريق الداعم لمرشحه سليمان فرنجية، سيقترع لفرنجية مباشرة وليس بأوراق بيضاء، كما فعل في الجلسات الـ 11 السابقة، اختار الثنائي الشيعي قبل الوصول الى واقع الـ 65 صوتاً، الذهاب حالياً الى ما يشبه “الجهاد الاكبر” الذي يتضمن شتى صنوف الضغوط والتهويل كما ورد في إطلالات قادة “حزب الله” امس تحت ستار “الحوار” كما قال نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم. لكن في الوقت نفسه، طالب الناطق باسم الثنائي المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان بـ”انتخاب المصلحة الوطنية فقط لا وصفات صندوق النقد الدولي المسلّحة بالحصار الأميركي”.
وعلمت “نداء الوطن” بأن توتّر “الثنائي” جعله يبالغ في “خشية حقيقية من ان تكون الجلسة الانتخابية حاسمة منذ الدورة الاولى، بحيث يحوز أزعور على ثلثي اصوات النواب ويعلن فائزاً، ويبنون هذا التوهُّم على الصمت الاميركي ومعه السعودي اضافة الى تسريبات من العاصمة الفرنسية أقله بتجميد مبادرة المقايضة بين الرئاسة والحكومة”.
ووصلت مصادر الفريق الممانع حدَّ القول “بأنه في حال عممت كلمة سر سعودية وأخرى اميركية على النواب المصنفين في المنطقة الرمادية، سنجد ثلاثين نائباً ينضمون الى تقاطع القوى المؤيدة لترشيح أزعور”.