محليات

ليلة رعب عاشتها طرابلس: سقوط ضحيّة وجرحى!

جهاد نافع – الديار

حادثة ليل الثلاثاء، اثبات جديد على هشاشة الامن في مدينة طرابلس، وحجم الفوضى المستشرية في شوارع واحياء المدينة، وسهولة انتهاك أمن المواطنين وإشاعة القلق والبلبلة، الى درجة استسهال التجول بالسلاح، وفرض الخوات والتشبيح، الذي بات يطغى على يوميات المدينة.

حادثة ليل الثلاثاء التي حصلت في محيط محلة المعرض، رسمت علامات استفهام حول مخاطر تحدق بأمن المدينة، نتيجة السلاح المتفلت والمنتشر بكثافة بأيدي الشبان، الذين يجولون يوميا الشوارع والاحياء، ويعبثون بأمن واستقرار المدينة، متسببين بالرعب والخوف من تطور هذه الفوضى الى ما يشبه جولات العنف التي عاشها الطرابلسيون قبل عدة سنوات، وأدت الى انعكاسات سلبية على محورية طرابلس الاقتصادية التجارية، وتقلص حركة زوارها من مناطق الشمال.

حادثة ليل الثلاثاء ادت الى سقوط شاب ضحية، هو عبيدة أبن الشيخ أيمن خرمة، وإصابة عدة شبان بجروح بليغة، وقبيل اقامة صلاة الجنازة على الفقيد، تحدث والد الفقيد معتبرا ان ولده قضى مظلوما وليس ظالما، واعرب عن استغرابه مسارعة أحد الضباط الى المخفر للفلفة القضية..

الحادثة باتت بعهدة المحققين لتحديد ملابسات القضية وكيفية وقوعها لحظة وصول الشبان على دراجات نارية الى قرب أحد المكاتب العقارية، ووقوع اشتباك مع عناصر حماية المكتب، وترددت اقاويل حول الحادثة، دون أن تتضح اسبابها وخلفياتها بانتظار التحقيقات الجارية..

لكن الحادثة تسببت بأثارة المخاوف والرعب وتعكير اجواء المدينة، خاصة اثر سماع طلقات نارية كثيفة، وموجة غضب عارمة من اقرباء واصدقاء الفقيد الشاب خرمة، مما أدى الى إقفال المدارس، وتقلص حركة السير في الشوارع خلال تشييع الشاب يوم أمس ..

تزامن مع الحادثة عملية سلب دراجة نارية من امام مجمع «سيتي كومبلكس»، خلف الشارع الذي وقعت فيه. وسلب الدراجات النارية في احياء طرابلس مسلسل طويل لا ينتهي، عدا عن مسلسل عمليات السلب والنهب واطلاق الرصاص وحوادث الاشتباك بالاسلحة، جراء اشكاليات فردية يلجأ خلالها الشبان، الى استعمال السلاح المتفشي بأسعار زهيدة بايدي الشبان، عدا عن تفشي ظاهرة الحبوب المخدرة بكل انواعها.

وإذ تنشط الاجهزة الامنية في ملاحقة تجار المخدرات والعصابات، وتنفذ مداهمات في عدة احياء ومناطق، وتوقف رؤوس كبيرة، لكن مافيا المخدرات ، وعصابات السلب والخوات والتشبيح تواصل انشطتها ، رغم الملاحقات الحثيثة والجهود التي تبذلها القوى الامنية، مما يثير التساؤلات حول الجهات التي تعبث بأمن المدينة، وتوفر الحماية والدعم لهذه المافيا والعصابات، لا سيما وان بعض الرؤوس فيها، يقبض عليها وتدخل السجن صباحا لتخرج منه مساء، وانه في الآونة الاخيرة أفرج عن عدد من المتهمين بعد انقضاء محكوميتهم ليعودوا الى استئناف انشطتهم الخارجة على القانون.

ما يحصل من احداث يومية على الساحة الطرابلسية، برأي بعض الاوساط، مؤشرات لا تبشر بالخير، ولذلك ظهرت دعوات لاقامة حواجز ثابتة ومراكز أمن، كما تسيير دوريات مكثفة، وفتح تحقيق عن كيفية انتشار السلاح الكثيف، ومن يزود هؤلاء بالذخائر التي تطلق بغزارة رغم الاوضاع المعيشية، وملاحقة عصابات المخدرات والتشبيح والسلب والنهب …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى