“استنفارٌ ديبلوماسيّ” لكسر التعطيل وخلق “فرصة مُهمة” للبنان
كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» عما سمّته «استنفارا ديبلوماسيا عربيا وفرنسيا، لحسم سريع للملف الرئاسي، وثمة خطوات ستتتابع في القريب العاجل من ضمن سياق الجهد الفرنسي السعودي».
وأدرجت المصادر في هذا السياق، زيارة الموفد القطري الاخيرة الى بيروت، وقالت: خلافاً للتشويش الذي رافقها، وقارَبها بكونها زيارة عابرة جاءت من خارج سياق الاحداث، وانها مُزاحِمة لبعض الدول المعنية بالملف اللبناني وتحديدا السعودية، او انّ أقصى ما قدّمته هو مجاملات وحلقات علاقات عامة في لبنان، وعلى ما عكسته أجواء المحادثات الواسعة التي أجراها الموفد القطري، فقد كانت زيارة على جانب كبير من الاهمية، وسيكون لها ما يكملها في المدى المنظور، ربما عبر موفدين آخرين عرب او اجانب الى بيروت، علماً ان الايام القليلة المقبلة قد تشهد زيارة لموفد سعودي الى بيروت مرتبطة بشكل اساسي بالقمة العربية التي ستعقد في السعودية قبل نهاية الشهر الجاري.
بدورها، اكدت مصادر ديبلوماسية عربية على «الزخم الديبلوماسي العربي والدولي الملحوظ تجاه أزمة لبنان، وقالت لـ«الجمهورية»: ان الملف اللبناني مُحاط بمتابعة عربية ودولية، وبرغبة اكيدة تمتد من واشنطن الى باريس الى كل الدول العربية، في إخماد التوتر السياسي القائم في لبنان وإنهاضه من ازمته».
ولفتت المصادر الى «اننا نرى في الافق اللبناني مساحة انفراج يجري التأسيس لها، ما يعني انّ لبنان يقترب من سلوك مسار اكيد نحو إتمام انتخاب رئيس الجمهورية، حيث ان الدول المعنية بملف لبنان، وخصوصا دول الاجتماع الخماسي في باريس، متفقة على خلق فرصة مهمة امام لبنان لتجاوز أزمته وانتخاب رئيس بِمعزل عن اسمه، وثمة معطيات تؤكد ان باب الانفراج قد فتح امام لبنان، ولذلك لا بد بالتالي للبنانيين من ان يستثمروا على هذه الفرصة، لأنها اذا ما فوّتت، فمثلها قد لا يتعوّض او يتوفّر، كما انّ دولاً صديقة او شقيقة متحمسة لمساعدة لبنان اليوم، قد تصبح في حِلّ من اي التزام، او اي حماسة».
ورداً على سؤال قالت المصادر: العرب مع لبنان، الاتفاق الايراني السعودي لعله الحدث الاهم في المنطقة، والاكثر تأثيراً في مجموعة ملفات، ومن ضمنها لبنان، لذلك هو يصبّ في مصلحة لبنان على مستويات مختلفة. كما انّ كل ما يجري في المنطقة من تطورات انفتاحية يصب في مصلحة لبنان، فهل يعقل ان يبقى لبنان متخلفاً عن هذه القافلة؟
على انّ المصادر الديبلوماسية عينها تشير الى ما وصفتها «مفارقة طريفة إنما غير مفهومة، وتتجلى في انّ السعودية وايران توصّلا الى اتفاق للتفاهم والتقارب واعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد فترة طويلة من الخصومة والعداء، ويسود بينهما لغة تقريب ووئام غير مسبوقة، الا انّ ما يثير التساؤل والاستغراب هو انّ السعودية وايران تتفقان، فيما حلفاؤهما في لبنان على درجة عالية من الخصومة والعداء، فعلاً الأمر محيّر»؟.