هل قصدها منصوري حين قال “إعادة الودائع ليست مستحيلة”؟
4 سنوات مرّت على بداية الأزمة في لبنان، انطلقت “ثورة 17 تشرين” نتيجة شرارة أشعلتها 6 دولارات كضريبة على استخدام “واتساب”، وها نحن اليوم أمام انتفاضة لم تنفع الشعب و6 دولارات سجنت أمواله وجنى عمره، ومسحت ما يُسمى بالطبقة الوسطى موسّعة الهوّة الطبقيّة في مجتمع يعاني أصلا.
يكاد المواطن أن يموت لإعادة وديعته من المصرف، إذ يعتبر البعض أنه سُرق وبعض آخر مؤمن بعودة البلد ومعه القطاع المصرفي وأمواله. وقد قال حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في بداية حديثه لـ”العربية” منذ ايام قليلة: “علينا مصارحة اللبنانيين”، وفي سياق كلامه لفت إلى أن “إعادة الودائع ليست مستحيلة”.
وتعليقا على تصريحه، رأى الخبير في الأسواق المالية نديم السبع في حديث لـLebanonON أن “هناك تضاربا في كلام منصوري، فالقسم الأول كان واقعيا أما القسم الآخر فكان متفائلا أكثر مما يجب، لأن إعادة الودائع كاملة أمر شبه مستحيل”، موضحا “أن ذلك يعود إلى مدة الأزمة التي مرّ عليها حوالي 5 سنوات، وبالتالي هناك من سحب أمواله وتكبّد الخسائر وهناك من لا يزال يسحب حتى الآن”.
واعتبر السبع أن “هناك سبلا لإعادة جزء من الودائع ولكن يجب أن يكون الانتظامين السياسي والقضائي سائدين والمصرف المركزي قادرا على مساعدة المصارف”.
وأضاف السبع أن من ضمن هذه السبل “وجود خطة اقتصادية كاملة من خلال نظام ضريبي جديد وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة والمصارف والحوكمة”.
ولفت السبع إلى أن “ليس عمل المصرف إعطاء الأموال على سعر صيرفة إنما عمله إئتماني واستقبال الودائع وتشغيلها، والمصارف المتبقية التي تقوم بدورها الحقيقي في لبنان تبلغ حوالي 11 مصرفا، وبالائتمان يمكن تصنيف الودائع بين الاستثمارية منها والاستهلاكية، وعندما يقوم المصرف بعمله ويحقق أرباحا يصبح بإمكانه إعادة جزء من الودائع”.
ولفت السبع إلى أنه “ليس بإمكان منصوري إعادة أموال المودعين وحده والجميع يعلم ذلك، لان المصرف المركزي لا يمكنه أن يحل مكان الدولة بل هدفه محاربة التضخّم، ويجب أن يكون هناك مزيج بين الخطط السياسية والمالية والاقتصادية بالإضافة إلى مراقبة المصارف”.
وأشار السبع إلى ان “مثل هكذا خطوة قد تستغرق بين 10 و15 عاما إذا نُفّذت وقد لا يكون هناك إعادة ودائع أيضا”.
واعتبر السبع أن “هناك اختلافا جوهريا بين سياسة الحاكم السابق رياض سلامة والحاكم الحالي منصوري”، مشيرا إلى أنه “لو كان سلامة يعتمد سياسة عدم تمويل الدولة لكنا قد ضمنّا بين 40 و50 مليار دولار من الفجوة الموجودة في المصرف المركزي”.
فساد مستشرٍ ظلّ ينهش في البلاد 30 عاما، وها نحن وصلنا إلى حافة الهاوية، بل على شفيرها، ولا يمكن ان ينقذنا إلا رجل خارق يحملنا ويعيدنا إلى مكاننا الطبيعي، فهل يأتي هذا الرجل في الوقت المناسب أم أننا سنستمر في السقوط؟؟
حسين صالح – LebanonON