محليات

المحلل بالامس محرّم اليوم…خواجة: المسيحيون يتحملون مسؤولية الشغور

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

الخلاف المستشري بين المكونات السياسية أصاب العمل التشريعي وبغض النظر عن احقية المجلس النيابي في ممارسة هذا الحق وهو هيئة ناخبة، اللافت كان ان ارادة التعطيل تمددت باتجاه ساحة النجمة والبرلمان وحالت دون تمكن المجلس من عقد جلسته التشريعية التي كان رئيسه نبيه بري اعد العدة لها، وذلك لعدم توفر النصاب القانوني لانعقادها. واذا كانت بعض الكتل النيابية ولا سيما المسيحيىة منها التي يتصدرها تكتل لبنان القوي وكتلة الجمهورية القوية قد حسمت مقاطعتها للجلسة على اعتبار ان الاولوية هي لانتخاب رئيس الجمهورية، فان الصورة في المقابل تعكس رفضا للتعطيل السياسي للمجلس واخضاعه في رأيها لمزاجيات سياسية توظف تعطيل المجلس في بازار السياسات الضيقة، وتؤكد ان رئيس المجلس الذي لم يوجه الدعوة الى عقد جلسة تشريعية لأسباب تقنية كما يصفها، لن يتخلى عن حقه في الدعوة الى جلسة تشريعية عما قريب، لا سيما وانه يعتبر ما جرى تعطيلا سياسيا وتفسيرات همايونية للدستور لا تغير في حقيقة ان المجلس سلطة مستقلة وليست مقيدة بأية موانع تحظر عليها دورها وحقها في التشريع الا لحظة انعقاد المجلس في جلسة انتخابية وفق المادة 75 من الدستور التي تشير الى حصرية المجلس الملتئم لانتخاب الرئيس واعتباره هيئة انتخابية لا هيئة تشريعية.  

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة يؤكد  لـ”المركزية” سريان لغة التعطيل في البلاد لا لشيء انما لمجرد التعطيل، ما يطرح السؤال حول المراد من هذا المسار الذي بات يحكم كل السلطات والمؤسسات في البلاد، بدءا من رئاسة الجمهورية التي تتحمل الكتل المسيحية المسؤولية قبل سواها عن استمرار الشغور في رأس الدولة ومسببات رفضها للحوار والتفاهم اللذين دعا اليهما الرئيس بري اكثر من مرة، بعدما تبين عدم قدرة اي فريق على تأمين الفوز لمرشحه.  

ويتابع: الغريب انهم يرفضون اليوم ما كانوا يقبلون به بالأمس. قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيسا تم تعطيل البلد لسنتين ونصف السنة، وعقد المجلس النيابي في حينه اكثر من جلسة تشريعية لتسيير شؤون البلاد والمرافق العامة وكانوا يحضرون ويشاركون في النقاش واصدار التشريعات من دون اعتراض. فهل ما كان محللا بالامس بات محرما اليوم ولأي سبب وغاية؟ يفترض ان يسألوا عن الموضوع ويجيبوا عليه. في رأيي انهم يعطلون للتعطيل لا اكثر. لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية ولا يريدون اجتماع الحكومة وحتى المجلس النيابي، ما من احد يعلم ماذا يبغون من جراء هذا التعطيل. من الضروري ان نلتقي ونتحاور في شتى الامور قبل فوات الاوان فالبلاد تندفع باتجاه المجهول والفوضى. الناس تحولوا الى فقراء معدمين ونحن نفتش عن جنس الملائكة. المخرج لهذه الدوامة التعطيلية يكون بالمسارعة الى انتخاب ريس الجمهورية وتشكيل حكومة انقاذ تنهض  بالبلاد قبل فوات الاوان.  

ويختم قائلا ان الرئس بري كان واضحا انه في حال لمس جدية لملء الشغورالرئاسي سيدعو فورا الى جلسة ولو كان الامر ليلاً.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى