محليات

ماذا تريد واشنطن من رئيس الجمهورية المقبل؟

هناك قناعة لدى جميع القوى السياسية في لبنان أن استحقاق رئاسة الجمهورية كما غيره من الاستحقاقات الدستورية، له ابعاد خارجية، اقليمية ودولية، ولا تتحكم فيه التوازنات السياسية الداخلية فقط، خصوصا ان الواقع المنهار والازمة الاقتصادية والمالية ساهما بإنكشاف البلد اكثر من السابق.

لذلك فإن الكباش السياسي الحاصل حول الانتخابات الرئاسية لا يخرج من التبعات الناتجة عن توافق دولي من هنا او اشتباك اقليمي من هناك، وهذا ما يظهر بشكل علني من خلال المبادرات السياسية التي تقوم بها الدول المهتمة بالشأن اللبناني والتي تحاول تحسين ظروف المرشحين المقربين منها.

من ابرز الدول المؤثرة في لبنان هي الولايات المتحدة الاميركية التي تهتم بالتفاصيل السياسية في لبنان، كما انها باتت منذ سنوات قليلة منخرطة بشكل مباشر في الداخل اللبناني بعد انكفاء المملكة العربية السعودية وتراجع بعض الاحزاب الحليفة لها. فما هو موقف واشنطن من الرئاسة؟ وماذا تريد من الرئيس المقبل؟

في الاسابيع الماضية انتشرت معلومات تقول ان واشنطن لديها قناعة بأنه لا يمكن لاي رئيس في لبنان ان يكون خصما لها، وعليه فهي غير مهتمة بخوض معركة هذه الشخصية السياسية او تلك، لا بل قد تكون غير معترضة على اي اسم قد يطرح بشرط الا يكون حليفاً كاملاً لحزب الله ينفذ مشاريعه السياسية من دون اي إلتفات للتوازنات.

وبحسب مصادر مطلعة فإن واشنطن باتت اليوم مقتنعة بالسلوك والاستراتيجية الفرنسية في لبنان، وتفضل حصول تسوية سريعة تمنع ما هو اسوأ ، لذلك فإن الاميركيين يفضلون ان تكون التسوية الرئاسية جزءا من تسوية اكبر على كامل التوجه السياسي للبنان، اذ ان الرئيس وحده غير قادر اعطاء ضمانات سياسية لهذا الطرف او ذاك.

وتقول المصادر ان الاميركيين يريدون من الرئيس المقبل ان يعيد التوازن الى الحياة السياسية اللبنانية بعد ان كُسر في عهد الرئيس ميشال عون لصالح حزب الله، لكن هذا لا يعني ان المرشحين المطروحين حاليا سيتعرضون لاي فيتو اميركي بل على العكس قد تكون واشنطن مؤيدة لوصول اي منهم بشرط ان يلتزم بالخطوط العريضة المتعارف عليها لبنانياً لجهة علاقات الدولة الخارجية وموقعها السياسي…

Related Articles

Back to top button