انفجار رابطة التعليم الثانوي: استقالات ودعوات لإقفال الثانويات
فيما كانت روابط التعليم الرسمي تصدر بيان العودة إلى المدارس والثانويات، بعد ظهر اليوم السبت في 7 حزيران، كان الأساتذة في مختلف المناطق يتداعون لاتخاذ خطوات تصعيدية، شملت بعضها التحرك ضد رابطة التعليم الثانوي واجبار أعضائها على الاستقالة.
العودة إلى التعليم
عقدت روابط التعليم الرسمي (ثانوي، أساسي، مهني وتقني) اجتماعاً وصدر عنها بيان أعلنت فيه “العودة المؤقتة إلى التدريس لمحاولة صون ما تبقى من التعليم الرسمي، والدعوة الى الاعتصام المركزي أمام وزارة التربية يوم الأربعاء المقبل”.
بيان الروابط لاقى امتعاضاً كبيراً بين الأساتذة، الذين انتقدوا العودة إلى التعليم في ظل الظروف الحالية. فخرجت رئيسة رابطة الثانوي ملوك محرز عن صمتها وأعلنت استقالتها من الرابطة قائلة “العمل النقابي في نظري هو أن تسعى لحفظ كامل مكونات القطاع التربوي من اساتذة ومعلمين و تلامذة وسيرورة مناهج… ان تسعى لتطوير وتحديث كل عنصر من هذه العناصر. أما في لبنان وفي ظل الانهيار المالي والاقتصادي لكل مرافق وقطاعات الدولة سببه سلوك سياسي أقل ما يقال فيه انه عهر معطوف على شبكة محاصصات ومؤامرات مصحوبة بنكايات ونكد أودى بالبلاد الى شفير جهنم وأكثر”.
وأضافت: “المسؤولون السياسيون فيه منشغلون بحصصهم ومكاسبهم لا يرف لهم جفن ازاء انهيار كل البلد ومعه قطاع التربية والمعلمين…، اعلن استقالتي من منصبي مرتاحة الضمير مع أسفي لما وصلت اليه الأمور”.
مقاطعة الرابطة
كذلك قال عضو الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي انطوان بوعبد الله في بيان: “انتخبت من قبل الأساتذة لأطالب بحقوقهم. وبعد عجزي عن تأمين ما يستحقون، وفي ظل التحديات المعيشية التي يعانون منها، وبعدما لاحظت أن ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الرابطة بتاريخ 7 كانون الثاني مغاير للبيان الصادر عن روابط التعليم، وبعد مطالبتي شخصياً بصدور بيان يعبر عن ما تم الاتفاق عليه، من دون تجاوب أعلن تعليق عضويتي في رابطة التعليم الثانوي حتى اشعار آخر”.
وفي حين أن ممثلي حزب الله في الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي يقاطعون الاجتماعات ويصرون على الإضراب ليومين في الأسبوع، ثمة أعضاء قرروا الوقوف على الحياد وعدم الاستقالة لعدم إحراج أحزابهم السياسية المصرة على فتح المدارس عنوة وذهاب الأساتذة إليها.
اقفال ثانويات
ووفق معلومات “المدن” تداعى مندوبو جبل لبنان، في مناطق كسروان وجبيل والمتن، لنقاش طبيعة التحركات المقبلة، وإقفال الثانويات بعد غد الإثنين. وفيما المفاوضات ما زالت قائمة مع باقي المناطق، علمت “المدن” أن ما لا يقل عن عشر ثانويات ستقفل أبوابها الإثنين المقبل في جبل لبنان.
بالتزامن أرسل مقرر فرع الشمال في رابطة أساتذة الثانوي ومدير ثانوية المنية حسام زريق استقالته من الرابطة. وأكد أنه “خاض في الأيام القليلة الماضية سلسلة لقاءات لحث الرابطة على العودة الى الجمعيات العمومية والوقوف عند رأيها وخصوصاً بعد التفويض الأخير لها، إلّا أننا فوجئنا باستمرار سياسات الإلغاء”، قاصدا تصرفات الهيئة الإدارية التي ألغت تصويت الجمعيات العمومية للأساتذة، التي قرروا فيها عدم العودة إلى التدريس قبل تحقيق مطالبهم.
حال الغليان
وصدر بيان عن فرع البقاع في رابطة الثانوي أعلن فيه الفرع الاستقالة من الرابطة معتبراً أن ما يحصل يمس بكرامة الأساتذة. وجاء في البيان أن الفرع يرفض ما وصلت إليه الأمور والتطاول المتكرر على كرامة الاستاذ.
إلى ذلك تداول الأساتذة على مجموعات الواتساب دعوات إلى الاعتصام في منطقة اليونيسكو صباح الاثنين وذلك بغية اقتحام مقر رابطة التعليم الثانوي واجبارها على الاستقالة.
حال الغليان الذي يعيشه الأساتذة، بدأ مع إعلان وزير التربية عباس الحلبي عن الدولارات الخمسة، وأتى بيان روابط التعليم الذي دعا إلى العودة إلى المدارس يوم الإثنين المقبل ليفجر غضبهم. ما يعني أن المدارس والثانويات لن تفتح أبوبها يوم الإثنين، كما تتوقع وزارة التربية.
بيان روابط المعلمين
وكانت روابط المعلمين أصدرت بيانا دعت فيه إلى العودة إلى التعليم و”إعادة انتظام المؤسسات الدستورية عبر انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ كرامة المواطن ليتسنى لنا المطالبة وانتزاع الحقوق التي هدرت على مذبح الفساد والمحاصصة”.
واعتبرت الروابط أن “أية حوافز أو عطاءات أو “رويتبات” او تقديمات هي عملية ترقيع، والحل الوحيد هو سلسلة رواتب جديدة تعيد الحياة الكريمة للأستاذ والمعلم والموظف. فلا يعقل أن تصبح الضرائب الجمركية على سعر الـ 15,000 وبدل النقل والتعويض العائلي وتعويض الزوجة ومنح التعليم وغيرها من التقديمات لازالت على سعر 1500 والراتب على سعر 4500 ليرة”.
وطالبت روابط المعلمين برفع قيمة الحوافز، والإسراع بالبت بموضوع التأمين الصحي للأساتذة والمعلمين لتغطية فرق الاستشفاء الذي تقدمه تعاونية موظفي الدولة وذلك قبل نهاية الشهر الجاري، والبت الفوري لقيمة بدل النقل الجديد بما يوازي تغيير سعر المحروقات.