هل تثمر مساعي “لقاء باريس” وتنفرج رئاسياً في لبنان؟
استنادا الى المتداول من معلومات، فإن التحضيرات جارية على قدم وساق لاجتماع أميركي – فرنسي – سعودي – قطري في العاصمة الفرنسية، قبل نهاية السنة، للبحث في حصيلة النقاشات والاتصالات التي قادتها باريس والدوحة في الأشهر الماضية مع القوى السياسية اللبنانية حول أسماء مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية وإمكانية تسويقهم، . فهل تثمر هذه المساعي وتنفرج رئاسياً في لبنان؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ”المركزية” ان “كل هذه الدول لا يوافقها انهيار لبنان، ولا اعتقد ان هناك دولة من مصلحتها ان ينهار البلد نهائياً. الاميركيون مثلاً، عندما حصل الانهيار عام 1982، فقدوا السيطرة ودفعوا الثمن بضرب السفارة الاميركية وسقوط ضحايا من المارينز. أما الفرنسيون فهم رأس الحربة في هذه العملية، والولايات المتحدة أوكلتهم مهمة الاهتمام بالملف اللبناني. كل الدول الأخرى ليس من مصلحتها حصول عدم استقرار كبير في لبنان، لأن فقدان السيطرة على لبنان، قد يجرّ الى حرب مع اسرائيل، وهذا الامر يعاكس السياستين الاميركية والفرنسية. الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب تسعى لإقامة تفاهم بين اسرائيل والعرب، وقد نجحت في القيام ببعض التفاهمات، وما زالت تعمل على الموضوع. كما أن الأميركيين أنجزوا اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل. لذلك، من غير الممكن ان يسمحوا بجر لبنان الى حرب”.
ويتابع طبارة: “كنا ننتظر من هذه الدول العمل ليس فقط على عدم الانهيار، وسند لبنان كلما وصل الى حافة الهاوية، بل السعي أيضاً لازدهاره مجدداً. ويظهر ان هذه العملية بدأت منذ أشهر عدة، لأن لبنان، برأي هذه الدول، لم يعد يحتمل الانهيار وبات يحتاج الى مساعدات تخرجه من الأزمات التي يغرق فيها. فالجهد الذي تقوم به هذه الدول لتجنب الانهيار أتعبها، لأنها تضطر في كل فترة الى دعمه، فتحصل خلافات في ما بينها حول كيفية هذا الدعم. لذلك، اعتقد ان هناك اتفاقا بدأ منذ أشهر عدة، بين الفرنسي والسعودي، لإعادة المملكة الى المشهد اللبناني. وقد بدأت مرحلة جديدة في العلاقة بين هذه الدول ولبنان، هي التي كانت سند لبنان كي لا ينهار نهائياً ويفقد السيطرة، وصولا الى “لقاء باريس” الذي يتم الحديث عنه. لذلك فإن الاهم من هذا الاجتماع هو انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات، وهي خطوة اولى ومهمة كي يتمكن لبنان من تسلم المساعدات والقيام بالاصلاحات اللازمة في سبيل الازدهار”.
ويضيف: “ليس مستغربا من الفرنسيين عقد اجتماع كهذا، فهم رأس الحربة، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لا يفوّت لقاءً او نشاطاً إلا ويشارك فيه، وآخرها مؤتمر بغداد 2”.
ويشير طبارة الى ان “الأزمة اللبنانية لم يعد حلها داخليا لا اقتصاديا ولا سياسياً. فسياسياً، لا تتفق مجموعة السياسيين مع بعضها البعض، ومعظمهم لا يهمهم ازدهار لبنان واي اصلاحات ستحصل ستؤدي الى فضائح على كل المستويات وفي كل المجالات، لذلك يتخوفون عند البدء بالاصلاحات من فتح الملفات القديمة، وبالتالي يقفون ضدها”.
ويختم: “الخارج يشدّ باتجاه ازدهار لبنان بينما الداخل يقاوم هذه العملية. اعتقد ان لا أمل داخليا، والحلّ سيأتي من الخارج. واليوم يبدو ان الخارج جدي في هذا المجال. فلننتظر لنرى الى أين ستؤول الامور”.
المركزية