اكثر من صيغة وشكل للحوار…المطلوب توافر الارادة
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
اذا كان منحى العناد السياسي والمكابرة يبدو مفتوحا بمسار تصاعدي الى مديات زمنية بعيدة تبعا لمواقف وتصريحات مكونات الانقسام الداخلي، فان القراءات للواقع التصعيدي القائم تلتقي على ان هذا المنحى سيتم تنفيسه في لحظة ما ويصل في النهاية اما الى اشتباك سياسي او غير سياسي بلا افق، واما الى تسوية . الا ان هذه القراءات تستبعد المسار الاشتباكي خصوصا وان كلفته باهظة على البلد واهله، فضلا عن ان اي مكون داخلي ومهما اعتقد او توهم بامتلاكه فائض قوة سياسية او شعبية او غير ذلك ليس في مقدوره ان يدفعها او يتحمل تداعياتها وبالتالي ترجح فرضية التسوية على رغم الصوت العالي المرتفع من غير طرف سياسي وتفترض ان مكونات الانقسام السياسي باتت مدركة ان الانسداد القائم مفتاحه تسوية في نهاية المطاف. من هنا، فان منحى العناد التصعيدي لا يعكس فقط انسداد الافق امام مكونات استنفدت كل طاقتها وقدراتها ومحاولاتها تطويع الملف الرئاسي وفق رغباتها بل انه يشكل عن قصد او عن غير قصد انخراطا في لعبة حامية على حافة تسوية اتية بمعزل عن شكلها ومضمونها وعما اذا كانت هذه التسوية وشيكة او بعيدة المدى . عضو اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ يقول لـ “المركزية” في هذا الاطار: اننا محكومون بالعيش معا ومهما كانت خلافاتنا الحوار وحده السبيل لحلها. من هنا كان تحرك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه حزب الله والقوات اللبنانية وسواهما من المكونات الاخرى وعلى قاعدة وجوب التلاقي لان لا قدرة لاي فريق على الغاء الاخر. اعتقد ان الوضعية السياسية الراهنة ستبقى على حالها هذا الشهر وهو شهر الاعياد والمناسبات ومع انتهائه ومغادرة المغتربين لبنان في اواخره سيتوقف الدعم المادي الذي توفر للكثير من الاسر والخزينة وبالتالي سيصبح الوضع الاقتصادي صعبا وتداعياته ستدفع اكثر باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية وايجاد الحلول.
وتابع ردا على سؤال: لاشك في ان اجتماع الحكومة وتّر الاوضاع وباعد حتى بين الحلفاء اكثر، سيما وان مشكلة عدم انتخاب الرئيس تعود لعجزهم عن الاتفاق على مرشح في حين نحن كفريق معارض التقينا على ترشيح النائب ميشال معوض وماضون به.
اضاف : ان سبل الحوار لا تنعدم وان لم يكن في الهيئة العامة للمجلس النيابي او في اجتماعات ثنائية فهناك صيغ عديدة. المهم توافر الارادة حتى اذا ما حدث ذلك، يصبح الالتقاء امرا طبيعيا وفي اي زمان ومكان وبقدر ما نستعجل اللقاء، نخفف التداعيات على المواطنين والتصدعات في الهيكل اللبناني والوطني.