لا إطارات جديدة… والسيارات “سارحة والربّ راعيها”
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
في بلد تبدّلت فيه الأولوّيات، وتغيّرت العادات، باتت السيارة لزوم التنقل الضروري وعبئًا على الجيب. وعلى وقع تحليق الدولار الأسود يتفادى الكثيرون تغيير الإطارات حتى وإن بُرِيت. فتبقى قلة من الناس إمّا قادرة على دفع سعر إطار باب أوّل أو ثانٍ أو تبحث عن إطارات مستعملة تَقيها همّ الشتاء.
“أكثر من 60 في المئة من الناس يسألون عن الإطارات المستعملة”، هذا ما أكّده بول قصيفي صاحب محل لبيع الإطارات في جبيل. وقال، في حديث لموقع mtv: “نتيجة الظروف الصعبة التي يمرّ بها المواطن اللبناني بات من الصعب الوقوع على إطار مستعمل حالته جيّدة نسبيًّا، إذ أنّ كثيرين لا يغيّرون إطارات سيارتهم حتى وإن بُرِيَت”.
تختلف أسعار الإطارات المستعملة وتبدأ من 5 دولارات إلى 20 دولارًا للسيارات تبعًا لمدى نظافتها وقياسها. وأشار قصيفي إلى أنّ السعر يرتفع للآليات ذات الحجم الكبير والشاحنات، موضحًا أنّ عدداً كبيراً من السائقين يستغلّون حتى سعر الإطار المستعمل ويعدلون عن تركيبه على أن يقود هؤلاء سياراتهم بهدوء وتروٍّ”.
وعَمّن يشتري إطارات جديدة، أعلن أنّ “أكثر من 70 في المئة من الذين يطلبون إطارات جديدة يشترون إطارات صينية وتايوانية لكونها أرخص”، شارحًا أنّ “4 إطارات صينية يصل سعرها إلى 115 دولاراً في حين أنّ 4 إطارات يابانية تبدأ بـ250 دولاراً”. وأردف: “هناك من لديه الإمكانية ومقتنع بفكرة وضع إطارات باب أوّل وذات اسم في السوق وماركة معروفة مهما بلغ سعرها”.
ومع اقتراب دخول قرار رفع الدولار الجمركي حيّز التنفيذ، سيتأثّر سعر الإطارات ارتفاعًا ما سيُشكّل تحدّيًا إضافيًّا للمواطنين ما لم يترافق مع تغيير جذري للرواتب والأجور.
إلى طرقاتنا التي تغيب عنها الصيانة وأغطية الريغارات والإنارة… وتكثر عليها الحفر والقيادة المتهوّرة… تبرز مسألة عدم تجديد الإطارات، ما سيُشكّل تهديداً للسلامة المرورية وسيرفع حتمًا عدد حوادث السير والقتلى على طرقاتنا خصوصًا في فصل الشتاء. وإلى حين تحسّن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتحرّك المسؤولين لدرء الأخطار عن الطرقات وتنفيذ خطة السلامة المرورية ستبقى سياراتنا “سارحة والربّ راعيها”.