دفع خطير للتخلي عن الصندوق: النفط سينقذنا!
كتبت ليا يونس في “المركزية”:
فيما التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في شرم الشيخ، المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا التي تمنت الاسراع في الخطوات المطلوبة لبنانيا لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق قبل انشغال العالم بملفات اخرى، كانت اللجان النيابية المشتركة تدرس قانون الكابيتال كونترول في ساحة النجمة. لكن مشروع القانون هذا، لا يزال، شأنه شأن اعادة هيكلة المصارف، يتعثر في مجلس النواب، علما انهما من الشروط الاربعة التي طالب صندوق النقد، لبنان، باقرارها، للاسراع في التوصل الى اتفاف بين الجانبين.
في ظل هذا التعثر، تكبر المخاوف من ان يكون في لبنان، مَن بات غير متحمّس للتوصل الى الاتفاق العتيد، معوّلا في المقابل على الثروة النفطية لإخراج لبنان من ازماته، خاصة و”أن شروط الصندوق قاسية ولأنه اداة امبريالية – اميركية”… هذه المخاوف التي كانت تحدثت عنها مصادر اقتصادية منذ اسابيع عبر “المركزية”، عبّرت عنها من جديد في الساعات الماضية، وقد تعاظمت خشيتها هذه، اذ يبدو ان ثمة فعلا مَن يدفع في هذا الاتجاه.
ولم يكن أدل على هذه الحقيقة من تسليط الضوء عليها من قبل الاميركيين. ففي نهاية الاسبوع، قالت كبيرة الديبلوماسيّين في شؤون الشّرق الأوسط في واشنطن باربارا ليف إنّ لبنان سيضطرّ على الأرجح إلى تحمّل المزيد من الألم قبل أن يشكّل البلد المتوسّطي الفقير حكومة جديدة، مع احتمال “تفكّك” كامل للدّولة. ولفتت ليف إلى أنّ “هناك اعتقاداً خاطئاً بين أولئك الذين لا يريدون أن يروا الإصلاحات في قطاع البنوك أو الكهرباء أنّنا لسنا بحاجة إلى هذا القرض البالغ 3 مليارات دولار لأنّ لدينا كل هذا الغاز الطبيعي”. ونبّهت إلى أنّ الحقيقة هي أنّ التنقيب عن الغاز يستحقّ سنوات من العمل. إنه ليس مالاً في البنك. واذ رفضت ليف تحديد الخطوات التي ستتّخذها واشنطن لحماية اتفاق الترسيم بعد فوز رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية، أو ما إذا كانت تعتقد أنّ حكومة بقيادة نتنياهو ستمزّقها، قالت “سنرى. أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الأصوات التي تنصحه بخلاف ذلك”، مضيفةً أنّ الصّفقة “جيّدة لإسرائيل”.
على أي حال، تصر العواصم الكبرى على التوصل الى هذا الاتفاق، وتنادي بانتخاب رئيس وبتشكيل حكومة تواصل مشوار المفاوضات مع الصندوق الى حين توقيع تفاهم. فهل يؤخذ بهذا النداء لإنقاذ لبنان؟ حتى الساعة، لا مؤشرات لا الى انتخاب رئيس ولا الى تشكيل حكومة ولا الى إقرار الاصلاحات المطلوبة، تختم المصادر