“الحزب” عن الرئاسة: المقرّبون أَولى بالمعروف
كتبت كارول سلّوم في “أخبار اليوم”:
في إطلالته التلفزيونية الأخيرة عبر برنامج “صار الوقت” في أيلول الفائت، باح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية بكل ما لديه وكشف جميع أوراقه التي في الأصل لم تكن يوما من الأيام إلا واضحة، في السياسة والاقتصاد قال ما أراد قوله، ومنذ ذلك الحين لم تسلك مسألة ترشيحه لرئاسة الجمهورية مسارها اللازم أي أن الأفرقاء من الحلفاء لم يتبنوا الترشيح علانية ولم يفصحوا بالتالي عن دعمه، وبقيت الأمور تسير في الخفاء، اجتماعات اتصالات ومحاولة لترتيب التفاهم على “سليمان بك”، فإما أن يتم الأمر بالشكل الصحيح أي أن يأتي ترشحه مدعوما ومثبتا وقادرا على الإنجاز أو ما من ترشيح ولا من يحزنون.
هكذا أوحى فرنجية في المقابلة نفسها انها الفرصة الأخيرة. بالتأكيد سمع المقربون بمكنونات قلبه قبل البعيدون. لقد كانت رسالة متعمدة ووجهها فرنجية لينصرف بعدها إلى رصد ردود الفعل وكيفية التجاوب معها.
ربما لعبها “صح”، فإسم فرنجية مرغوب لدى الثنائي الشيعي ومواقفه غير ملونة أو ملتوية، ولا يخشى عبره من “طعنة” أو غيرها. لكن الثنائي يدرك أن التوافق على اسمه غير متوافر، حتى أن الفريق المسيحي المقرب من حزب الله أي التيار الوطني الحر لم يذهب معه في خيار دعم فرنجية، وما نقل من معلومات وأحاديث يعزز هذا التوجه.
لكن بالنسبة إلى كتلة التنمية والتحرير ووفق ما ذكر المعاون السياسي الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، فإن الموقف من ترشيح فرنجية لم يتبدل. وبناء عليه، ينتظر ترشيح فرنجية الظروف والتوقيت وحركة الحلفاء. والأرجح أن ما من خطوة متسرعة ستعتمد.
وتتحدث مصادر سياسية مطلعة عبر وكالة “اخبار اليوم” عن تحركات محدودة وإشارات يفهمها اللبيب بشأن دعم رئيس تيار المردة، وبالتالي لن يقدم الترشيح العلني قبل إتمام الموضوع بشكل لائق وجدي وقادر على أحداث الخرق المطلوب، وهنا تكمن المشكلة لأنه في عملية حسابية بسيطة لن يصب النصاب المطلوب لمصلحة فرنجية إلا بعد تسوية معينة. وهذه التسوية لم يحن أوانها بعد وقد لا يحين.
وترى هذه المصادر أن ما يظهر من وقائع يشير إلى أن مسألة ترشيح فرنجية لا تزال في بداية الطريق، فالدرب طويل والتشاور داخلي قائم لكنه قد لا يفي بالغرض المطلوب اقله في الوقت الراهن. ولذلك قد تأتي اللقاءات الثنائية أو التشاورية التي يشرف عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي تتم بين الحين والآخر لأستشراف الأمور دون محاولة فرض رأي يتصل بتبني فرنجية.
وتقول المصادر نفسها أن حزب الله في الوقت عينه مستمر في تحضير الأرضية للمرشح الذي يدعمه ويعمل على إيصاله، ففي النهاية تكتيك الحزب يقضي بذلك و”المقريون أولى بالمعروف”، لمصلحة الحزب والمصلحة العامة معا.
لكن هل أن حرق اسم فرنجية وارد؟ هنا تجيب المصادر قائلة: بالنسبة إلى فرنجية لن يقبل بذلك وهو صارح الجميع فأما أن تتوفر ظروف طرح اسمه بشكل قاطع وجاد هذه المرة أو يعلن عزوفه عن اي ترشيح مستقبلي.
وترى أنه في نهاية المطاف قد يقتنع الأفرقاء بالمبدا القائل شخصية مرشحة الرئاسة نعرفها أفضل من شخصية نتعرف عليها.
إذا السؤال المطروح اليوم هل تتم تهيئة المناخ المناسب لإيصال سليمان بك إلى الرئاسة أم تصطدم المحاولات لتبنيه بصفته الرئيس الجامع بالعراقيل المحلية والخارجية؟