عمر حرفوش… أحد الرؤساء القادمين؟
البحث عن رئيس جمهورية جديد يوازيه البحث عن رئيس حكومة جديد، لكن رئاسة الحكومة تختلف عن مركز رئاسة الجمهورية، حيث أنه من الصعب إسقاط رئيس الجمهورية المنتخب من المجلس النيابي، بينما هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى إستقالة أو إقالة رئيس الحكومة ومنها التجاذبات داخلية والمظاهرات الشعبية أو عوامل خارجية.
دخل لبنان مرحلة الاستحقاقات الكبرى وهو يعاني من أزمات غير مسبوقة، لذلك يجب اختيار رئيس حكومة من خارج المنظومة، يكون قادراً على تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة، والعمل من أجل المصلحة العامة فقط دون الدخول في مصالح خاصة وأجندات محددة.
لا شك أن صاحب مبادرة “جمهورية لبنان الثالثة” عمر حرفوش من بين الاسماء المطروحة لرئاسة الحكومة. وفي حال تمكن عمر حرفوش من الوصول إلى السراي الحكومي ستتغير كل المفاهيم السائدة حالياً خاصة “التلبيسة الطائفية” القائمة. المهمة صعبة على حرفوش بالحصول على دعم الدول التي تساعد لبنان، لأن أفكاره علمانية وتقدمية وحضارية وهذه الدول تبدي مصالحها الخاصة على مصلحة الشعب اللبناني.
تصرفات حرفوش تخيف الجميع وعلاقاته تسمح له بوضع الأوروبيين والخليجيين والاميركيين أمام تناقضاتهم لأنه وليد نظامهم الديمقراطي، وهو من المناضلين لحقوق المرأة والبيئة ولحقوق الاقليات ولا يستطيعون إيجاد اي ثغرة عنده.
لكن تجدر الاشارة إلى أن حرفوش باستطاعته إنقاذ لبنان لعدة أسباب. أولا، هو يملك المقومات الفكرية والكفاءة والعلاقات والرؤيا الصحيحة. ثانياً، هو قادر على استقطاب التمويل الى لبنان من خارج الصندوق النقد الدولي، ولديه وعد وضمانة بـ 11 مليار دولار كدعم من رجال اعمال من مختلف جنسيات العالم، مخصص منهم 2 مليار دولار من الصين فقط لطرابلس تحضيرًا لاعادة إعمار سوريا. ثالثاً، لديه رؤية للبنان مشابهة للرؤية الموجودة في دبي وكوريا الجنوبية وسنغافورة، قائمة على احترام القوانين العالمية والقانون الدولي وكل ما يتعلق بالحقوق.
كما أن مفهوم حرفوش واضح بالنسبة للنازحين السوريين والفلسطينيين الموجودين في لبنان دون أوراق تثبت انهم موجودون على الكرة الأرضية. ايضا لديه نظرة شاملة لعلاقة لبنان مع الجوار في سوريا وإسرائيل ودول الخليج ولديه برنامج واضح يمكن تنفيذه خلال فترة 6 أشهر.
بناء عليه، يتضح أن الفرق بين حرفوش وبين غالبية المرشحين لرئاسة الحكومة انهم امتداد للفساد الموجود والانهيار والفقر والمجاعة والتشرد والكوليرا، بينما حرفوش هو وجه التغيير الكامل والاتجاه نحو مستقبل جديد حضاري للبنان يقوم على احترام القانون واستقلالية القضاء، وتنفيذ إصلاحات اجتماعية وتربوية وسياسية، وتغيير الدستور وإجراء استفتاء على مستوى كل لبنان للاتفاق على نقاط أساسية منها انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب وانتخاب مجلس نواب على أساس لبنان دائرة واحدة وتخفيض سن الإقتراع إلى 18 عاماً.
من الممكن ان يصبح حرفوش رئيساً للحكومة بمجرد أن يترك الموجودون في الحكم المجال لجيل جديد وان يطالب الشعب بالتغيير الحقيقي. وأفكار حرفوش حقيقية بدليل انها ما زالت متداولة، وهو لم ولن ينسحب من المعركة السياسية التي يخوضها وحده.