محليات

المدارس الرسمية والكوليرا… إمكانات متواضعة للوقاية وخط ساخن

كما كل عام يواجه التعليم الرسمي جملة من التحديات التي تجعله مهددا لناحية الاستمرارية، وما بين احتياجات التشغيل والتدفئة من جهة ورواتب الأساتذة والوعود من الجهات المانحة بمساعدات وحوافز لم يتم بعد تأمين المبالغ اللازمة لها من جهة ثانية، ما يعني انّ الأشهر القليلة المقبلة ولربما الأسابيع المقبلة ستكون مفصلية لجهة مصير التعليم الرسمي.

 

 يُضاف الى كل هذا التخوف من المرحلة المقبلة على مستوى الامراض والاوبئة وتحديدا الكوليرا، وسط المخاوف الكبيرة من عدم القدرة على الاحتواء والجهوزية الكاملة ولو بالحد الأدنى وخصوصاً في المدارس الرسمية التي تستقبل النازحين السوريين بعد الظهر. فكيف تتعاطى وزارة التربية مع مختلف هذه الملفات الحساسة، والخطيرة أقلّه بما يتعلق بالمرحلة المقبلة لسيناريو الكوليرا اذا ما تفاقمت الأمور كما حصل مع كورونا، وهل من الممكن أن تقفل المدرسة الرسمية أبوابها؟

حملنا هذه الأسئلة الى رئيس دائرة التعليم الرسمي في وزارة التربية هادي زلزلي الذي أكد في حديث خاص مع “لبنان 24” أنّه لا يوجد أي توجه لإقفال المدارس الرسمية في المرحلة الراهنة. ويشير زلزلي الى انّه، وكما في كل عام “هناك مجموعة من التحديات على مستوى التعليم الرسمي، وتحديداً في الوضع الاقتصادي الراهن، الذي يؤثر على التعليم سواء الرسمي او الخاص. واليوم هناك مسؤوليات كبيرة نسعى اليها لمعالجة العوائق لتأمين القدرة على الاستمرارية في رسالة التعليم وخصوصاً في وقت الازمات. فالتعليم حق للجميع ولا مسؤولية على الطلاب ليحرموا من هذا الحق مهما كانت العوائق”.

الشؤون اللوجستية

يتحدث زلزلي بإسهاب عن القدرة على المواجهة اللوجستية أي من ناحية التشغيل والكهرباء والتدفئة في المناطق الجبلية، ويقول: “كل الإجراءات والشؤون اللوجستية تأثرت بشكل كبير بسبب الكهرباء. في الفترة السابقة كانت التجهيزات المطلوبة تؤمن بطرق عدة منها ايضاً عبر ما يعرف بصناديق المدارس الرسمية، ولكن اليوم الجهات المعنية لم تعد قادرة على تأمينها من دون دعم محلي او مبادرات اجنبية”. وعن التدفئة في المدارس الجبلية، يقول زلزلي: “سعت مدارس عدة الى تأمين الطاقة الشمسية من اجل الكهرباء، ولكن حتماً ثمة عوائق كبيرة امام المدارس، لذلك تعمل وزارة التربية على تأمين المازوت للمدارس اقله في المرحلة المقبلة، ونسعى لان يكون ذلك بشكل دائم والوصول الى حلول ترضي المدارس والاهل والطلاب”.

الرواتب
يُضاف الى ذلك مسألة مهمة جدا وهي أجور المعلمين، ففي العام المنصرم تم تأمين بعض من الحوافز والمساعدات الخاصة للأساتذة من اجل الاستمرارية، فما الجديد لهذا العام وهل قد نشهد على إضرابات بالحد الأدنى او التوقف عن التعليم؟، يقول زلزلي: “تواصل وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي مع الجهات المانحة لأجل المسائل المتعلقة بالشأن المادي المباشر، وحصل على وعود لتأمين الحد الأدنى من هذه الحوافز لنؤمن الاستمرار، ولا نقول ابدا انّ هذه الحوافز تعوض عن الرواتب وعن حقوق الأساتذة في مطالبهم رفع الأجور وتحسينها، وهذا مطلب طبيعي، ولكن هناك التزام وظيفي في المقابل. ولغاية اليوم أقول انّ المدرسة الرسمية انطلقت بالظروف الحالية وانشالله ستستمر”.في المقابل، يتخوف الأساتذة من ان تكون هذه الوعود مجرد “تمرير للوقت”، ولكن بحسب معلومات خاصة عن روابط المعلمين فانهم سينتظرون ما ستؤول اليه الأحوال خلال الأسابيع المقبلة، وبناء عليه تتضح الصورة امامهم.
الخوف من الكوليرا
امّا التخوف الأكبر الذي تعيشه المدارس والاهل والطلاب، فهو الشأن الصحي لناحية تفشي الكوليرا، وخصوصاً انّ المدارس الرسمية تعاني قبل الكوليرا من نقص في المياه فما بالكم اليوم فكيف تستعد المدارس الرسمية؟. يقول زلزلي: “وضعت الوزارة خطة لمكافحة الكوليرا تتضمن تدريباً حضورياً لجميع الممرضين والمرشدين الصحيين، وكذلك تكليف اليونيسف القيام بمسح شامل للمياه والصرف الصحي في كل المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة. ويتم توزيع منشورات توعوية، إضافة الى الخط الساخن ويمكن للمدارس التواصل عبره مع وزارة التربية وهو 772000- 01”.
وتعمم المدارس على الأهلي لمن تظهر عليهم أي عوارض مرضية، عدم ارسال أطفالهم الى المدرسة، كما يلعب المرشد الصحي دورا في التواصل مع الاهل ووزارتي التربية والصحة في حال حدوث أي طارئ. وعن المدارس التي تستقبل النازحين السوريين، يؤكد زلزلي انّ “نفس الإجراءات المتبعة تنفذ على المدارس التي تستقبل الطلاب السوريين، وهناك زيارات دائمة لهذه المدارس ومتابعة وفحص للمياه. ولم يُسجل لغايته أي إصابة. لذلك فلا يوجد أي توجه حاليا لإقفال المدارس الرسمية”.

وكان وزير التربیة والتعلیم عباس الحلبي أصدر تعميما إلى جمیع المسؤولین عن المؤسسات التربویة الرسمية والخاصة حول الاجراءات الوقائية من الامراض الوبائية والمعدية ومنها الكوليرا.  ويبقى ان يتصرف الجميع افراد ومؤسسات بوعي تام ومسؤولية كاملة لتجنب هذا الواقع الصحي المستجد بما فيه خيراً للجميع كي لا نكون امام سيناريو جديد لإقفال المدارس كما حصل مع كورونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى