Uncategorizedمحليات

كيف فشل عهد عون؟

كتبت ميليسّا دريان في “السياسة”:

باستثناء المؤيّدين للعهد والتيار الوطني الحر، يرى الجميع أنّ عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون من أفشل العهود التي مرّت على لبنان.

علميًّا، أسباب عدة منعت عون من النجاح كرئيس، وما سيُكتب في الأسطر التالية لا يمت الى السياسة بصلة بل هو “تحليل علمي بحت”. الدكتور عماد مراد، أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في الجامعة اللّبنانية يعتبر أنه “إذا كنا نريد أن نقيّم شخصًا ما في أيّ مسؤولية كانت، سياسيّة أو تجاريّة أو اجتماعيّة أو رياضيّة علينا أن نرى الأهداف التي كان قد حددها فور تسلّمه السلطة ومقارنتها بالانجازات التي تحققت. فإذا تحقق جزء كبير منها الأهداف يمكن اعتبار هذا الشخص ناجًحا في أي مركز كان”.

وبما أنه كثر الحديث في الأيام الأخيرة والتساؤل عن ما إذا كان عون قد نجح  أم لا في تسلّمه الحكم، يشرح مراد في حديث لـ “السياسة” الأسباب العلمية لفشل العهد.

ويشير الى أنّ “الأهداف الرئيسة التي كان قد وضعها عون مع بداية عهده تُختصر بخمس نقاط:

1- محاربة الفساد والفاسدين ومحاسبتهم وزجّهم في السجون واسترداد الأموال المنهوبة.

2 – بناء الدولة القادرة والسيّدة والمستقلّة والتي يعيش فيها المواطن بحريّة واستقلاليّة وبحبوحة.

3 – استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية.

4 – الاستراتيجيّة الدفاعيّة.

5 – عودة النازحين السوريين.

إضافة الى الأهداف الأخرى: ضمان الشيخوخة، ضبط الحدود، اقتصاد حرّ، التعاون مع الشرق والغرب…

بحسب مراد، هذه الأهداف لم تتحقق، فما هي الأسباب العلمية التي منعت العهد من النجاح؟

يعدّد الدكتور مراد:

1 – حزب الله، حليفه الأساسي والوحيد، فهو اللاعب الأكبر على الساحة السياسيّة والأمنيّة، يملك السلاح والسطوة والتجييش الكبير في الشارع، وهو الداعم له للوصول الى سدة الرئاسة. ولكن عند وصول عون، لم يدعمه حزب الله في أي ملف وكان يقف ضده في المناكفات السياسية لأنه لا يريد بناء دولة قوية ولا يريد رئيسًا قويًا.

2 – المنظومة التي تمسك السلطة منذ العام 1991 بقيت في السلطة ولم يستطع عون إضعافها بل تحالف معها أحيانًا، وهذا ما دفعها إلى تكبيلها، لذلك لم نشهد على أيّ محاسبة.

3- الخلاف المسيحي – المسيحي أضعف موقع الرئاسة والرئيس القوي، فكان على عون أن يبقي القوات اللّبنانية إلى جانبه ليكون قويًا في محاربة الفساد وتحقيق أهدافه، بالإضافة الى التنسيق والتناغم مع الأحزاب المسيحية الأخرى كالكتائب والمردة.

4 – شعر اللّبنانيون أنّ عون لم يكن رئيسًا للجميع بل للتيار الوطني الحر ومناصريه فقط، وهذا ما تُرجم في تصريحه خلال انتخابات 2018 بدعمه للتيار الوطني الحر وهذا ما أسقط شعار “بيّ الكل”، وبدأت التحالفات التي أوصلت عون الى الرئاسة بالتفكك.

5 – غياب الخطط العلمية الاستراتيجية الداخلية والخارجية، وغياب الرؤية المستقبلية الشاملة في الاقتصاد والإدارة والسياسة التي كان يجب أن تنفّذ على مراحل.

6 – أما النقطة الأهم بحسب مراد فهي المستشارون والمساعدون في القصر الجمهوري التابعين للرئيس عون أو للنائب جبران باسيل، فهؤلاء لم يكونوا على قدر المسؤولية في العلم والثقافة والتخطيط والتنظيم بل على العكس، دخلوا في المحاصصة والمحسوبيات والتناحر فيما بينهم.

كما أنّ عدم تعيين عون لشخصيات أكاديمية وعلمية واستراتيجية الى  جانبه للمساهمة في بناء الوطن أضعفت العهد كثيرًا.

ويؤكد مراد أنّ “أي شخص يريد أن يبني وطنًا عليه أن يكون محاطًا باقتصاديين ومفكّرين وسياسيين وشخصيات في مستوى شارل مالك، فؤاد بطرس، الياس سركيس وغيرهم، وليس الاعتماد على مستشارين يبغون الانتقام والمحاصصة لأهداف حزبية وسياسية”.

ويختم مراد: “على الرغم من الانجازات القليلة التي حصلت في عهد عون كمعركة فجر الجرود وترسيم الحدود وقانون الانتخاب فلم تكن كلّها على قدر آمال المعارضين والمؤيدين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى