محليات

هل “شلّ الحكومة” بيد التيار العوني؟

هو فعل سياسي يحاولون إلباسه لباساً دستورياً، ومحاولة التصعيد التي سبقت الإنتقال إلى الرابيه، لن تنسحب تصعيداً على الساحة الداخلية

تصعيد عون ينسحب محاولة التصعيد التي سبقت الإنتقال إلى الرابيه، لن تنسحب تصعيداً على الساحة الداخلي تكاد تنتفي الحاجة بعد اليوم للخوض في أي نقاش حول وضع حكومة تصريف الأعمال، والمستقيلة حكماً منذ الإنتخابات النيابية الأخيرة، وبالتالي، فإن توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون على مرسوم استقالة الحكومة، لن يحقّق أي تغيير جذري على مستوى في المعادلة الحكومية القائمة، في الوقت الذي يقضي فيه العرف القائم كما النصّ الدستوري، بأن يصدر مرسوم قبول استقالة الحكومة مع التكليف وتشكيل حكومة جديدة.

ولذلك، فإن كل التوقعات النيابية تشير إلى أن المجلس النيابي سيقوم يوم الخميس المقبل، بمناقشة رسالة الرئيس عون، بينما الرسالة الأبرز، والمتمثلة بقبول الإستقالة، لن يؤدي، ووفق المحلّل والكاتب السياسي نبيل بومنصف، سوى إلى ترسيخ حكومة تصريف الأعمال، لأن الدستور ينصّ على بقائها، وكل ما قام به رئيس الجمهورية السابق لا يستند إلى أي إسناد قانوني ودستوري، وبالتالي، فإن مجلس النواب لا يملك إلاّ الإحتكام إلى الدستور.

وأوضح الكاتب بو منصف، رداً على سؤال لـ “ليبانون ديبايت”، أن المجلس سيؤكد على أن الحكومة ستستمر بتصريف الأعمال وفق الدستور لا أكثر ولا أقلّ، ولذا، فإن ما حصل في نهاية العهد المأزوم، هو فعل سياسي يحاولون إلباسه لباساً دستورياً، ومحاولة التصعيد التي سبقت الإنتقال إلى الرابيه، لن تنسحب تصعيداً على الساحة الداخلية.

أمّا الهجوم العنيف الذي شنّه الرئيس عون، على “المنظومة الحاكمة”، فقد رأى فيه بومنصف، محاولةً لرمي مسؤولية الإنهيار على الآخرين بينما يتحمّل هو الجزء الأكبر لأنه لم يحسن إدارة الأزمة، مشيراً إلى أن “المشكلة أنهم لا يعترفون بنهاية العهد، وتحدث عون في خطاب الوداع وكأنها البداية في السلطة، علماً أنه فقد القدرة على التأثير، بدلالة أن صهره يريد الترشّح للرئاسة، ولكن ما من جهة قد رشّحته بسبب الخصومات الكبيرة التي أنشأها، وحتى حليفه “حزب الله”، لم يدعمه في مخطّطه لتكريس الفراغ الحكومي”.

 

ورداً على موقف بكركي من الحكومة ومن الواقع الحالي، أكد بومنصف، أن موقف بكركي “ثابت من الرئاسة، وهي لن تدين عهد عون كما أن البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، لم يقم بإدانة عهد الرئيس إميل لحود، وذلك، حتى ولو كانت على خصومة معه، خصوصاً وأن البطريرك بشارة الراعي، لم يكن مسروراً بتجاوز الدستور، وإن كان لا يريد بالطبع أن تبقى حكومة تصريف أعمال ويستمر الشغور”.

 

وشدّد على أن “بكركي تركّز على انتخاب الرئيس وترفض الفراغ الحكومي، وترفض الإتجاه العبثي بوقف تصريف الأعمال، لأن ذلك يدمّر الدولة”.

وسأل بومنصف: “هل يريد التيّار تدمير الدولة؟”، كما كشف أن ما من جهة ستسايره بمسألة شلّ الحكومة، ولن يحقِّق هذا الأمر إلاّ المزيد من العداوات والكيدية”.

وعن المواجهات السياسية التي يجري التلويح بها في المرحلة المقبلة، إستبعد المحلّل بومنصف، حصول أية مواجهات، “لأن ما من فريق سياسي يريد المشاكل أو سيعطي التيار الوطني هذه الورقة، ولذلك، فإن السجال مع الرئيس نبيه بري، لن يأخذ مداه على المستوى الطائفي أكثر من يومين، علماً أن أي رقصة تتطلّب شريكين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى