استفاقة متأخّرة على الترسيم البحري مع سوريا: ماذا عن “البرّي”؟
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس السوري بشار الأسد، السبت الماضي، ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين بلديهما. وأعلن مسؤول لبناني لـ”رويترز” بعد المحادثات، بأن عون أبلغ الأسد أن لبنان حريص على “بدء مفاوضات مع سوريا لترسيم حدودها البحرية الشمالية”.
اثر هذا الاتصال، يزور وفد مكلّف من رئيس الجمهورية، يضمّ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ووزيرَي الخارجية عبدالله بوحبيب والأشغال علي حمية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، دمشق، حيث يجري لقاءات واتصالات لتحديد الخطوط العريضة لورقة عمل، للمرحلة المقبلة.
بعد التوصّل الى اتفاق على الترسيم مع تل ابيب بوساطة اميركية، والذي سيتم توقيعه هذا الاسبوع في الناقورة، قرر لبنان الرسمي اذاً استكمال هذا الملف من خلال التواصل مع سوريا ومع قبرص، وهي خريطة الطريق التي رسمها الرئيس عون في كلمته الاخيرة عبر الاعلام، منذ ايام، والتي أعلن فيها موافقة لبنان على اتفاق الترسيم.
لكن للاسف، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تبدو هذه الخطوة وكأنها تصب في اطار مساعي العهد في ايامه الاخيرة، لمراكمة الانجازات، حيث يحاول عون من خلالها تصوير نفسه وكأنه وضع في عهده قطارَ تسوية وضع الحدود بين لبنان وسوريا، على السكة الصحيحة.
الا ان محاولته هذه غير موفقة وهي تدين العهد اكثر مما تفيده، تتابع المصادر، اذ لماذا استفاق على هذه القضية اليوم؟ وألم يكن حريا بالدولة اللبنانية وبالرئيس عون الذي فتح قنوات التواصل واسعةً بينه ونظام الاسد، ان يبدأ بهذه المفاوضات مع “الشقيق” المُفترض، منذ سنوات، او اقله بالتزامن مع المفاوضات مع العدو؟ لكن ذلك لم يحصل وأي اجراء جدي للترسيم مع سوريا وحماية بلوكاتنا البحرية من وضع النظام يده عليها، لم يتم اتخاذه.
الى ذلك، فإن توجهات العهد السورية البحرية، كان يجب ايضا ومنذ سنوات، ان تشمل البر، لترسيم الحدود بين الدولتين شرقا وجنوبا وحسم اللغط حول هوية مزارع شبعا. غير ان الخطوة الاستراتيجية هذه لم تؤخذ ايضا. لماذا؟ هل لأنها تزعج الحليف حزب الله الذي يناسبه ويناسب سلاحَه ابقاءُ الحدود مع سوريا سائبة ومزارع شبعا محتلة؟