هل خرج وضاح الصّادق من تكتّل “قوى التغيير”؟
حدثان متناقضان فرضا حضورهما على أجندة تكتل “قوى التغيير” الأسبوع الماضي. الأول إيجابي تمثل بتكريس نيابة فراس حمدان بعد أن رد المجلس الدستوري الطعن المقدم من قبل المصرفي مروان خير الدين بوجه حمدان، لعدم وجود وقائع تُغيّر في النتيجة. أما الثاني فهو سلبي وقد تمثل بخروج النائب ميشال الدويهي من التكتل.
بالعودة إلى الحدث الأول فعلى الرغم من إيجابيته خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، لكنه أتى بمثابة تنبيه وتذكير لأعضاء التكتل من دون إستثناء.
تنبيه بأن المنظومة الحالية مستمرة في نهجها وهي تسعى جاهدة إلى شرذمة كل التكتلات السياسية التي لا تشبهها، فإذا نجح فراس حمدان في تكريس نيابته الأسبوع الماضي هذا الأمر قد لا ينطبق على النواب الآخرين من التكتل المُقدم بحقهم طعون خصوصاً وأن نتائج الدفعة الثانية ستظهر في الأيام القليلة المقبلة وقد لا تكون لصالحهم ولا لصالح التكتل. في الوقت عينه هو تذكير جديد لنواب “كتلة التغيير” بأن جمهور 17 تشرين لا يريد منكم المعجزات بل وحدة الصف والكلمة وآلية عمل واضحة المعالم تُكرس مطالب ثورة 17 تشرين.
أما فيما يتعلق بالحدث الثاني السلبي فقد شكل خروج النائب ميشال الدويهي نكسة ليس للنواب الـ 12 فحسب إنما لجمهور ثورة 17 تشرين، ولكل شخص آمن بأن التغيير آتٍ، وهذا الأمر يجب أن يتوقف عنده نواب التكتل، لأن الأسباب التي أخرجت الدويهي لا زالت موجودة وهي تشكل نقطة خلاف أساسية بينهم.
الصادق خارج التكتل؟
وفي هذا السياق علمت “جسور” أن النائب وضاح الصادق لم يعد يحضر الإجتماعات. فهل أصبح خارج التكتل؟
ما كنتُ أخشاه حصل يقول الصادق في حديث خاص لـ “جسور” مؤكدًا أنه لم يخرج من التكتل وهو باقٍ مع النواب الـ 12 ويضيف: “أنا ملتزم بقرار التكتل وسأبقى طالما القرار منطقي، ولكن هذا الأمر لا يخفي إنزعاجي من العمل غير المنضبط والواضح، وهذا ما دفعني منذ أسابيع لعدم حضور الإجتماعات”.
يتابع: “منذ اليوم الأول وأنا أطالب التكتّل بضرورة وجود آلية عمل واضحة وآلية تصويت ومكتب دعم، وبرأيي هذه أمور أساسية يجب أن تكون موجودة بعمل كل مجموعة لا تنتمي إلى حزب واحد، في المقابل هناك بعض النواب يفضلون العمل بعيدا من هذه الآلية، وهذا الأمر سبب خلاف داخل التكتل وأسفر عن خروج النائب ميشال الدويهي، لذلك قررت عدم حضور أي إجتماع يخص التكتل قبل تطبيق هذه الآلية، لأنه برأيي سيكون مضيعة للوقت”.
مرشّح للرئاسة في الجلسة المقبلة؟
يرفض الصادق تحميل نواب “كتلة التغيير” فشل إيصال وجوه جديدة في الإستحقاقات ويقول”: في جلسة إنتخاب رئيس مجلس النواب جميعنا صوتنا لورقة “لبنان العدالة” ولم نصوت للرئيس بري وهذ الأمر ساهم في حصوله على أقل نسبة أصوات في تاريخ إنتخابه، أما فيما يتعلق بإنتخاب نائب رئيس المجلس فالتكتل صوت لغسان سكاف لكنه لم ينجح لأن بعض المستقلين لم يصوتوا له. فإذا المشكلة عند هؤلاء النواب وليس في تكتلنا.
بالنسبة للجان النيابية كان قرارنا واضحًا في الجلسة الأولى وهو خوض الإنتخابات بدل الإتفاق مع المنظومة كما كان يحصل سابقًا، أما في الإنتخابات الثانية حصل خطأ تكتيكي من قبلنا حاولنا معالجته قدر المستطاع، يبقى الإستحقاق الرئاسي الذي لم ينتهِ بعد، ونحن نحاول اليوم الإتفاق على إسم قبل الجلسة المقبلة تكون لديه مواصفات الرئيس وفي الوقت عينه لديه حظوظ في الوصول، ولكن هذا لا يعني أننا تخلينا عن سليم إدة أو أن طرحنا له كان على سبيل المناورة، على العكس تماماً فهو كان ولا يزال يُعبّر عن شكل الرئيس الذي نريد ولكنه لم يحظَ بالأصوات الكافية للوصول إلى سدة الرئاسة”.