البرّ بعد البحر…ترسيم حدود لبنان مع اسرائيل فسوريا قريباً
كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:
على ذمة “مكوك” ملف الترسيم، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي يصل ليله بالنهار لمتابعة المحادثات مع الجانب الاميركي في شأن ملاحظات لبنان حول الطرح الترسيمي، فإن الرد الاسرائيلي سيجهز في الساعات الـ24 المقبلة. غير ان مواقف اسرائيل التهديدية اليوم، اقله في العلن،لم تطابق التوقعات اللبنانية، اذ اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد رفضه للمراجعات اللبنانية على مقترح ترسيم الحدود البحرية. وقال: “سنوقف مفاوضات الحدود البحرية إذا استهدف حزب الله حقل كاريش…ولن نتنازل عن مصالحنا الأمنية والاقتصادية حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق قريباً وسنستخرج الغاز من كاريش في أقرب وقت ممكن”.
بعيدا من خلفيات تهديدات تل ابيب، وما اذا كانت من مستلزمات الحملات الانتخابية الداخلية وحفاظا على ماء وجه لابيد تجاه السقوف العالية التي يذهب اليها بنيامين نتنياهو، تعرب مصادر دبلوماسية غربية عن اعتقادها ان توقيع اتفاق الترسيم، ولئن تأخر قليلا الا انه واقع لا محالة، ذاهبة بعيدا في هذا الاتجاه، اذ تعتبر ان انجاز الترسيم البحري لن يكون خطوة يتيمة، بل سيعقبه انطلاق البحث في الترسيم البري، في وقت قد لا يكون بعيدا، حيث ستستكمل قوات اليونيفل المهمة لحسم الخلاف حول ثلاث عشر نقطة حدودية بين لبنان واسرائيل، بعدما تم الاتفاق على سبع منها.وتوازيا، لا تستبعد ذلكاوساط امنية، اذ تقول لـ”المركزية” ان ترسيم حدود لبنان بحرا وبرا خطوة طبيعية لا بد منها، تماما كما تُرسّم كل دول العالم، لتثبيت النقاط الحدودية استنادا الى الحدود المعترف بها دوليا منذ عام 1932 بين لبنان وفلسطين، والتي اكدت عليها اتفاقية الهدنة عام 1948 بين لبنان واسرائيل، وتحتاج راهنا الى اعادة ترسيم بعدما احتلت اسرائيل اراض لبنانية اثراجتياح لبنان عام 1982. وقد اكد قائدقوات اليونفيل العاملة في الجنوب الجنرال أرولدو لازارو ساينز في لقاء صحافي منذ مدة غير بعيدة “ان من ضمن مهماته حسم الخلاف الحدودي البري بين لبنان واسرائيل، كاشفا ان اليونيفيل انجزت حتى الان تثبيت272 نقطة منذ العام 2017 ، ولا بد من استكمالها بعدما توقفت.”
عن مزارع شبعا المحتلة، تفيد الاوساط الامنية ان اثر انتهاء الترسيم البري، توضع المنطقة تحت الرعاية الاممية بنشر قوات دولية فيها الى حين بت هويتها،بين لبنانية وسورية، وهي معضلة ونزاع يتوجب حله. علما ان مسؤولا امنيا سابقا وخبراء في التاريخ والجغرافيا يؤكدون لبنانية شبعا التي احتلتها سوريا في خمسينات القرن الماضي مستشهدين بوثائق موجودة في الامم المتحدة تثبت ذلك.
واذا كان مسار الترسيم مع العدو يبدو اسهل مما هو عليه مع مَن يُصنف شقيقا، بعد محاولات عدة بذلت في الاتجاه هذا باءت كلها بالفشل، فإن انهاء الترسيم مع اسرائيل يفترض خطوة مماثلة مع سوريا من جهة الشمال والشرق برا وبحرا، حيث التداخل شديدا والمعابر غير الشرعية التي تتم عبرها عمليات التهريب مفتوحة على غاربها، “للرايح والجايي”، ما يستلزم ويحتّم تحديد الحدود بشكل نهائي وضبطها لما فيه مصلحة البلدين.
المصادر الدبلوماسية الغربية، تؤكد وتشدد عبر “المركزية” على وجود “قرار اممي” بترسيم حدود لبنان مع اسرائيل ومع سوريا بحرا وبرا قبل انطلاق عجلة التسوية الكبرى في المنطقة. وما تعديل مهمة اليونفيل في مجلس الامن سوى التوطئة.