محليات

بعد أكثر من عقد من المحادثات… هذا ما قد يحمله اتفاق ترسيم الحدود البحرية

كتب موقع “ريسبونسيبل ستايتكرافت”: كان رد فعل كل من لبنان وإسرائيل إيجابيا على الاقتراح الأميركي لحل النزاع الحدودي البحري بين الخصمين اللدودين، مما يشير إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق أخيرًا بعد أكثر من عقد من المحادثات. إذا نجحت الاتفاقية، فستكون أول انتصار كبير لسياسة الرئيس الأميركي

جو بايدن في الشرق الأوسط. ومع اقتراب موعد الانتخابات في لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة، لا يمكن أن يأتي نجاحها في وقت أفضل لجميع الأطراف المعنية. إن القضية الأساسية المطروحة تتمثل بحقلي غاز طبيعيين بالقرب من سواحل كل من لبنان وإسرائيل. أحدهما، حقل قانا، يمتد إلى منطقة متنازع عليها، حاول كل جانب منذ فترة طويلة المطالبة بها على أنها منطقة خاصة به. وسعت كل من بيروت وتل أبيب للحصول عليه في العقود الأخيرة حيث توقع المنقبون أن بإمكانها أن تتضمن كميات كبيرة من الغاز الطبيعي. بالنظر إلى الفرصة التي يوفرها حقل قانا، شارك لبنان وإسرائيلفي محادثات بوساطة أميركية في أوائل عام 2010. كادت تلك المفاوضات أن تؤدي إلى اتفاق، وفقًا للوسيط الأميركي آنذاك فريدريك هوف، لكن المناقشات توقفت عندما استقالت الحكومة اللبنانية في عام 2013″.

وتابع الموقع، “وفي العام 2020، تمكنت واشنطن من جمع ممثلين من كل جانب في لقاء هو الأول منذ سنوات. توقفت هذه المحادثات في البداية عندما وسعت بيروت مطالبتها لتشمل جزءًا من حقل غاز كاريش، وهو حقل للغاز الطبيعي يقع خارج المياه المتنازع عليها بين الطرفين في الماضي. على الرغم من أن كاريش ليست مهمة لخطط الطاقة الإسرائيلية، فقد استثمرت تل أبيببالفعل في البنية التحتية اللازمة لاستغلال موارد المنطقة. وعندما تولى بايدن منصبه، عين آموس هوكشتين مبعوثًا جديدًا للولايات المتحدة. على الرغم من فشل هوكشتين في محاولاته الأولية للتوصل إلى حل وسطي، إلا أن عرضه الأخير حقق أخيرًا ما لم يستطع الآخرون تحقيقه: الحصول على استجابة إيجابية من كل من لبنان وإسرائيل. في حين أن اقتراح هوكشتين مشابه تقريباً للمقتراحات الأميركية السابقة (من بين أمور أخرى، يمنح كل جانب إمكانية الوصول إلى حقل قانا ويترك حقل كاريش داخل المياه الإسرائيلية)، إلا أنه يأتي في وقت تسعى في خلاله الأطراف جميعها وبقوة للتوصل إلى صفقة”.

وأضاف الموقع، “بالنسبة لواشنطن، قد يساعد حل المشكلة في تهدئة الأسواق وتأمين المزيد من الغاز الطبيعي لأوروبا، والتي من المتوقع أن تواجه أزمةً في الطاقة هذا الشتاء في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. والجدير بالذكر أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد هدد سابقًا برد عنيف إذا بدأت إسرائيل في استغلال حقل كاريش قبل تسوية النزاع الحدودي، مما أضاف سبباً آخر للإلحاح في الإسراع في المحادثات. أما من وجهة نظر الزعيم الإسرائيلي يائير لابيد، من شأن الاتفاق أن يوفر زخماً لحكومة تصريف الأعمال في انتظار انتخابات الشهر المقبل، والتي تهدد بعودة اليميني المثير للجدل بنيامين نتنياهو إلى السلطة. من جانبه، سبق لنتنياهو أن هاجم الاقتراح باعتباره “حيلة غير شرعية” واتهمه بـ”إعطاء حزب اللهأراض إسرائيلية ذات سيادة”. ومن غير الواضح إلى أي منطقة يشير نتنياهو بالنظر إلى أن إسرائيل لم تطالب مطلقًا بحقل قانا بأكمله”.

وبحسب الموقع، “وبالنسبة للبنان، يمكن أن يكون للاتفاق مكاسب سياسية كبيرة لحكومة تصريف الأعمال حيث من المقرر أن تنتهي ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في نهاية هذا الشهر. ولعل الأهم من ذلك أن البلاد تعاني حاليًا من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم. في غضون سنوات قليلة فقط، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للبنان بنحو 60 في المائة، وفقدت العملة اللبنانية 95 في المائة من قيمتها، مما أدى إلى زيادة هائلة في معدلات الفقر. يقول الخبراء إن الوصول إلى إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي يمكن أن يساعد في قلب هذه المشاكل الاقتصادية ويعطي بيروت نفوذاً أفضل في صفقة محتملة مع صندوق النقد الدولي. قد يكون هذا هو السبب في أن نصر الله، الذي كان كثيرون قلقون من أن يقوم بتعطيل الصفقة، قد وصف مؤخراً الاقتراح بأنه “خطوة مهمة للغاية” وأشاد بالفرص المحتملة التي قد يجلبها إلى لبنان. بغض النظر عن كيفية وصولنا إلى هذه النقطة، فإن النجاح المحتمل للمحادثات هو تذكير مهم بمدى قدرة الدبلوماسية الماهرة على التوصل إلى صفقة، حتى عندما تهدد المطالب المتطرفة بإفشال المناقشات. ما يتبقى هو ما إذا كان كل طرف سيتمكن من إقناع جمهوره في الداخل بأن الاتفاقية كانت انتصارًا لجانبهم”.

وختم الموقع، “الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان القادة اللبنانيون والإسرائيليون سوف يتمكنون من اجتياز هذا الحاجز الأخير”.

 

Related Articles

Back to top button