نصرالله يريد “أكل العنب” حدودياً.. و”التوافق” رئاسياً
بتصعيد خارجي وتهدئة داخلية، يمكن توصيف موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى أربعين الإمام الحسين. خارجياً، التزم نصرالله بمواقفه السابقة حول ملف ترسيم الحدود، مكرراً خطه الأحمر ذاته، وهو عدم استخراج الغاز من حقل كاريش إذا لم يحصل لبنان على حقوقه. وبحال حصل العكس “سيقع المشكل”. أما داخلياً، فكان نصرالله حريصاً على ضرورة تشكيل الحكومة لتجنب الدخول في فوضى دستورية، كما دعا إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، على قاعدة التوافق حول شخصية تحظى بأكبر توافق ودعم شعبي وسياسي. جدد انتقاده لشعار لكم لبنانكم ولنا لبناننا، غامزاً من قناة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما كرر موقفه بأن خلاص لبنان من أزمته يرتبط باستخراج النفط والغاز.
أكل العنب
وقال نصر الله: “في ما يخصّ ملف ترسيم الحدود البحرية، إنّ لبنان أمام فرصة ذهبيّة تاريخيّة قد لا تتكرّر، وهذه فرصتنا الوحيدة أن يتمكّن لبنان من استخراج النفط والغاز، من أجل معالجة أزماته الاقتصاديّة والمعيشيّة والحياتيّة”، مبيّنًا أنّ “المسؤولين الصّهاينة قالوا إنّ الاستخراج من حقل كاريش سيحصل في أيلول. وبعدها أتى أيلول، وأعلنوا أنّهم أجّلوا الاستخراج من كاريش”. وأوضح أنّ “سبب التّأجيل ليس مهمًّا، بل المهم ألّا يحصل استخراج للنفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه، إلى حين ترسيم الحدود البحريّة، قبل حصول لبنان على مطالبه المحقّة، الّتي لسنا نحن من حدّدها؛ هذا شأن الدولة اللبنانية”. وجزم أنّ “الخطّ الأحمر هو بدء استخراج النّفط والغاز من كاريش. لا يمكن أن نسمح بالاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه”.
وكشف نصرالله “منذ أيّام بعثنا برسالة غير علنيّة للجانب الإسرائيلي وقلنا إنّه إذا بدأ الاستخراج من كاريش، فمعنى ذلك أنّ الإشكال بدأ، فحصل توضيح علني من الإسرائيليّين بأنّ ما يحصل هناك ليس استخراجًا للنّفط والغاز ولا ضخًّا، بل تهيئة الأنابيب”، مشيرًا إلى أنّ “هدفنا أن يتمكّن لبنان من استخراج النّفط والغاز، “بدنا ناكل عنب”. وشدّد على أنّ “كلّ تهديدات العدو لن تؤثّر علينا ولا تهزّ شعرةً من لحيتنا، ونحن لسنا جزءًا من المفاوضات، بل نواكب المفاوضات الّتي تقوم بها الدّولة اللّبنانيّة، وعيننا وصواريخنا على كاريش؛ إذا فُرضت المواجهة فلا مفرّ منها”. وأضاف، “أعطينا فرصة حقيقية للمفاوضات بهدف استخراج لبنان للغاز ولم نبحث عن أي “مشكل”. وتابع، “أعتقد أن لدى الإسرائيليين والأميركيين وغيرهم المعطيات الكافية حول جدية المقاومة وأنها لا تمزح في الأمر. إذا فُرضت علينا المواجهة فنحن مستعدون لها”.
اليونيفيل والحكومة والرئاسة
وحول القرار الأخير بشأن اليونيفيل اعتبر نصرالله أنه اعتداء وتجاوز على السيادة اللبنانية ويعكس ترهل الدولة وغيابها، وهو لغم وفخ إسرائيلي، ومن وقف وراءه هو إما جاهل أو متآمر، مضيفاً: “هذا القرار كان سيفتح الباب أمام مخاطر كبيرة وموقف الدولة كان جيدًا”.
ولفت إلى أن “لدينا آمال كبيرة في مسألة تأليف الحكومة ولا يجب أن يكون هناك فراغ رئاسي. ويجب على الجميع تقديم التنازلات. ويجب إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري ولا طائل من التهديدات”. وقال نصرالله: “نؤيد الدعوات إلى الاتفاق حول الرئيس وأن تكون هناك لقاءات بعيدًا عن التحدي والفيتوات”. وحول أحداث المصارف الأخيرة شدّد نصرالله على أنه “لا تكفي المعالجة الأمنية. ويجب على المسؤولين تأليف خلية أزمة وخلية طوارئ لإيجاد حلول حقيقية”.