المرشّح الذي سيفوز بمنصب رئيس الجمهورية
منذ بدء مبادرة تكتّل التغيير الرئاسية ولقائهم بعض الكتل النيابية كحزب الله وحركة أمل والتيّار الوطنيّ الحرّ وكتلة اللقاء الديمقراطي، لم تتوقف الإنتقادات والهجومات على النواب الـ 13 الذين إختاروا دخول عالم السلطة من بوابة قصر بعبدا الذي سيُخيم عليه الفراغ بدءًا من تاريخ 1/11/2022.
أن تجلس على طاولة واحدة وتجري مباحثات ومفاوضات ونقاشات مع شخصيات سياسية تُحلّل محاسبتها وسجنها يعني أنك لست بـ “تغييري”، وأن يكون بين يديك مبادرة تريد مشاركتها مع كتل نيابية كان لها حصة الأسد في خطابات الإنتخابية الهجومية، وشعاراتك الرنانة يعني أنك أضعت الطريق وأصبحت جزءاً من “كلن يعني كلن”.
الطبيعة تكره الفراغ، لذلك نرى جميع الأفرقاء تبحث عن من يملئ فراغ رئيس الجمهورية ميشال عون، كل وفق حساباته ومصلحته وربما أجندته. لكن ماذا يريد تكتّل التغيير من الإستحقاق الرئاسي؟ وماذا يعني أن يطرح نواب الثورة رئيساً من خارج الإصطفافات السياسية في بلدٍ لا يعرف سوى الإنقسامات والمعارك الحامية منها والباردة.
مصادر مطّلعة تكشف أنّ “مبادرة التغيير ولدت ميتة رغم أصدائها الإيجابية في الصالونات السياسية، جميع الكتل أبدت إعجابها بالمبادرة ورحّبت بصفات الرئيس مجهول الهوية، لكن انتظروا سقوط المباردة حين يأتي موعد الكشف عن الأسماء، وهنا تكمن المعركة الحقيقية”.
يريد التغييرين منع وقوع البلاد في الفراغ، أرادوا أن يكون لهم كلمة وموقف ومبادرة وهذا حقّ طبيعي يكرّسه العمل في السياسة، وتقول مصادرهم أنّ “علينا أن نقف متفرجين على ما يحصل، علينا المضي قدماً نحو التواصل والحوار مع الجميع وعلينا الإعتراف أنّ للأحزاب السياسية نواب يمثلونهم، فازوا بأصوات الناس مثلنا تماماً ولا يمكننا إلغائهم، هذا واقع علينا تقبله”.
أما فيما يخص الإستحقاق الرئاسي الذي يعد الطبق الأساس على المائدة اللبنانية، تشير أوساط سياسية بارزة إلى أنّ “جميع الأفرقاء السياسيين يتهربون من طرح اسماء مرشحيهم، حتى أنهم يرفضون تبني ترشيح أي شخصية من خارج البيوت السياسية، وذلك لأنّ أخطر ما يُهدّد المرشّحين هو الجهة التي ستتبنى ترشيحهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، لن يصل أي مرشّح إلى بعبدا في حال تبنّته القوات اللبنانية، أيضاً لن يخلف الرئيس عون أي مرشح ينعجب به حزب الله، كذلك الأمر بالنسبة لباقي الفرقاء، الجميع ينتظرون بعضهم على المفرق والمعركة الرئاسية حاصلة لا محال”.
وتؤكد الأوساط نفسها، أنّ “المرشّح الذي سيفوز بمنصب رئيس الدولة هو الذي لم يترشح بعد، وأقوى المرشحين هم أولئك الذين لم يتبناهم أحد، أما المرشّحين الطبيعيين فهم لزوم المرحلة والمعركة، جميعهم سيتساقطون عندما يحين وقت التسوية الدولية أو الإقليمية”.
ووفق الأوساط، إنّ “قوى المعارضة تبحث في ترشيح رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوّض أو النائب نعمة أفرام، أما قوى الثامن من آذار فتبحث في ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو النائب السابق أميل رحمة. ورغم أنّ الوقت لا يزال باكراً إلّا أنّ حظوظهم تكاد تكون معدومة”.