فرنسا خارج المعادلة الرئاسية
جاء في “المركزية”:
واضح ان مسار التنسيق بين القوى التغييرية الإصلاحية السيادية يتقدم لجهة حسم مواصفات الرئيس العتيد، والأولويات الانقاذية التي ستحكم المرحلة المقبلة، مع فهم عميق، لطبيعة ما قد يُعده معسكر حلفاء الممانعة” في رد على هذا التطور الإيجابي للتعامل مع خطورة اللحظة التاريخية وآفاقها. في المقابل ثمة تساؤلات حول المواكبة الدبلوماسية لما يجري في الداخل اللبناني، فما هي التقاطعات وما هي التمايُزات في هذه المواكبة؟
مصادر دبلوماسية تنفي لـ”المركزية” أي اندفاعة عربية للتشاور مع فرنسا في الاستحقاق الرئاسي، إذ ثمة استياء عربي، وتحديداً خليجي من الدورالذي ادته فرنسا في المرحلة السابقة، والذي شمل احتضانا لخيار تغيير هوية لبنان الحضارية الذي يتبناه “حزب الله وحلفاؤه”، الى حد تسويق مستمر لموجب تعديل الصيغة اللبنانية.
وفي السياق، تضيف المصادر الدبلوماسية عينها ان تنسيقاً عالي المستوى يتم بن أعضاء مجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان للتأكيد على دعم خطوات فاعلة باتجاه اتفاق الأكثرية المرجّحة الجديدة على رئيس “انقاذي يحمي الهوية اللبنانية والاختيار التاريخي الفريد في العيش معاً، وصون التعدّدية، وتكريس الذهاب باتجاه بناء دولة المواطنة، الى تحييد كامل للبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية”.
واذ تؤكد المصادر الدبلوماسية ان الكرسي الرسولي يتابع عن كثب تقاطُع المواقف الدولية حول لبنان، وخصوصاً بين الولايات المتحدة الاميركية وإنكلترا وألمانيا ومصر والمملكة العربية السعودية، وفي عمل مواز مترابط، انخراط الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في الدفع باتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، تشير الى ان فكرة فرض “رئيس توافقي” لا ينسجم مع معنى اللحظة التاريخية بات خطاً أحمر، وقد تم ارسال موقف واضح بهذا الاتجاه من خلال ما جرى في مجلس الأمن منذ يومين بما يُعنى بالقرار 1701، والذي يبدو ان “حزب الله” فهم معناه بشكل دقيق، سيّما وانه مر بتوافق روسي – أميركي رغم الاشتباك الهائل بين هاتين القوتين في أوكرانيا.
في المحصلة من الواضح ان فرنسا خارج المعادلة الرئاسية، على عكس ما يسعى البعض لتسويقه، او هي ستلتزم بما ستقرره قوى السيادة والإصلاح في لبنان، ببركة عربية دولية أساسها تنفيذ اتفاق الطائف، الذي هناك محاولة جدية للانقلاب عليه ان تم تعطيلُه بالكامل.