اللقاء التشاوري بين نواب المعارضة تأسيسي…الموعد التالي قريب وموسع أم…؟
جاء في “المركزية”:
بكثير من الإيجابية خرج النواب المستقلون ال16 من صالون مجلس النواب حيث اجتمعوا أمس بعدما تداعوا لاجتماع تنسيقي يكون نواة للوصول إلى مساحة مشتركة في العمل التشريعي . هذه الإيجابية اطفأتها في اللحظات الأولى واقعة انقطاع الكهرباء. لكن النواب المستقلين أصروا على عدم الرضوخ للواقع المذل فتخطوه وذهبوا إلى الخطة “ب” التي أعدت في لحظتها كبديل وتمثلت بعقد لقاء هو الأول بين نواب مستقلين وجدد في صالون مجلس النواب ويهدف إلى تقريب وجهات النظر في ما بينهم ومناقشة جدول أعمال الجلسات وآلية التصويت على مشاريع القوانين ومواضيع أخرى.
سلفا كانت هناك قناعة بعدم ولادة تكتل نتيجة هذا اللقاء، وكذلك الجزم بإمكانية توحد النواب المعارضين والمستقلين والتغييريين حول دعم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية . إلا أن فتح خطوط التواصل وزيارات الموفدين مهدت لإنشاء آلية تنسيق قد تساهم لاحقا في توسّع الحلقة والتفاهم حول مواصفات وشخص مرشح رئاسة الجمهورية. وفي ما غاب نواب صيدا عن اللقاء التشاوري للنواب المستقلين في البرلمان، علما أن دعوة وجهت إليهم للحضور، حضر نواب كتلة حزب الكتائب والنواب المستقلون نعمة افرام وميشال معوض وأديب عبد المسيح وأشرف ريفي وفؤاد مخزومي و6 نواب من التغييريين الذين تغيب منهم النواب بولا يعقوبيان وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة.
مصادر نيابية مطلعة أكدت لـ” المركزية” أن تغيب النواب التغييريين الثلاثة كان متعمدا فيما برر آخرون الأسباب بالصحية أو السفر أو لانشغالات خاصة. إلا أن المصادر أكدت أنهم أبدوا استعدادا للمشاركة في اللقاءات المقبلة المقررة باستثناء النواب يعقوبيان وقعقور ومنيمنة الذين ما زالوا يقفون على ضفة معارضة المشاركة في لقاءات مماثلة والتمايز حتى عن زملائهم في التكتل.
خلاصة أجواء اللقاء التشاوري الأول بين نواب المعارضة والمستقلين تشير إلى أنه يمكن البناء على الأجواء الإيجابية من أجل التأسيس لعملية التوافق على مرشح رئاسي لقوى المعارضة والتغيير. وترجح المصادر نفسها إمكانية انضمام نواب من كتلتي القوات اللبنانية واللقاء الديمقراطي إلى الإجتماعات المقبلة، علما أن النائب السابق وليد جنبلاط ألمح في لقاء تلفزيوني إلى ضرورة الذهاب نحو مرشح وسطي. فهل يعني ذلك أن حلقة ” الرئيس الوسطي” بدأت تتوسع؟
مصادر سياسية معارضة تؤكد أن الأسماء المطروحة في بورصة الرئاسة ضمن دائرة فريق الممانعة وصلت إلى مرحلة “كش ملك” وتضيف أن النائب السابق سليمان فرنجية لم يعد المرشح الأساسي لحزب الله حتى أنه ليس “مستقتلا” على جبران باسيل وهو، أي حزب الله، يفتش عن مرشح وسطي تماما كما الفرنسيين وجنبلاط مما يوحي أن حملة “الرئيس الوسطي” بدأت تتوسع .وإذا كانت ثمة مبررات لدى الأفرقاء والدول التي تفتش عن مرشح وسطي، إلا أن مبررات حزب الله معروفة تقول المصادر” عدم ترك المجال للقوات اللبنانية في التمدد والتوسع أكثر فأكثر في توسيع مروحة المؤيدين لمرشح غير توافقي .حتى أنه مستعد للقيام بأي خطوة وقد تكون في الذهاب إلى ترشيح النائب جبران باسيل على رغم كل تحفظاته عليه لأنه القوة الوحيدة التي تواجه القوات”.
الخروج من هذا المأزق قد يكون في ذهاب حزب الله إلى مرشح وسطي في الظاهر ومتفاهم مع حزب الله وفريق الممانعة ضمنا. وفي هذا السياق، ثمة أسماء عديدة بدأ التداول بها ومن بينها وزيران سابقان احدهما يحظى بأهمية كبيرة لدى الفرنسيين ولا يعترض عليه حزب الله باسيل. لكن هذه الخيارات تشكل صعوبة وتعقيدات أكبر من اختيار مرشح مواجهة على غرار فرنجية وباسيل تتابع المصادر ” كونها تحظى بتأييد الرأي العام الذي يعتبر أنها من رحم المجتمع المدني وهي مستقلة وبمنأى عن أي ارتباط بأية جهة سياسية أو حزبية علما أن هذا التوصيف لا يمت إلى الواقع بصلة “.
الأكيد أن اللقاء التشاوري لنواب المستقلين والجدد الأول فتح طاقة أمل جديدة ويؤسس أقله لخطوط تواصل وتبادل أفكار بين نواب المعارضات حول مرشح رئاسي لقوى المعارضة . فهل يكون اللقاء الثاني أكثر شمولية ويجمع إلى نواب من كتلتي اللقاء الديمقراطي والجمهورية القوية نوابا جددا تعمّدوا التغيب في اللقاء الأول وزملاء لهم لأسباب صحية وارتباطات عمل؟. صفحات أجندة المواعيد في انتظار اليوم والساعة حتى لا تأتي ساعة الندم متأخرة!