هل يأتي الرّد الإسرائيلي الخميس على ما حمّله لبنان لهوكشتاين؟
جاء في “المركزية”:
على وقع المفاوضات الجارية حول ترسيم حدود لبنان البحرية مع إسرائيل، هناك تشدّد في الدعوة إلى التزام التهدئة كنقطة أساسية في ملف الترسيم الذي يتطلب “ضمانات أمنية” للوصول إلى حل ديبلوماسي بعيداً من التهويل والتهديد بالحرب…
فالوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين نقل أمس، بحسب مصادر متابعة لـ”المركزية”، العرض الإسرائيلي إلى المسؤولين اللبنانيين، تضمّن تنازلاً من الجانب الإسرائيلي بنحو 860 كلم2 من حصته في حقل “قانا” مقابل أن يتنازل لبنان عن مساحة محدّدة من شمال “الخط 23” المتمثلة بجزء من البلوك رقم 8… لكن لبنان، وفق المصادر، لم يقبل بالتنازل عن أي جزء من هذا الخط، كما أنه يرفض تقاسم الأرباح مع إسرائيل.
على رغم ذلك، شاعت أجواء إيجابية في الأمس عقب زيارة هوكشتاين، عزّزها الكلام عن عودة الأخير بعد أسابيع ليَحمل الرّد الإسرائيلي من جهة… والدلائل المتعددة على العودة إلى “طاولة الناقورة من جهةٍ أخرى”.
الخبير النفطي الدكتور ربيع ياغي يؤكد عبر “المركزية”، أن “زيارة هوكشتاين كانت ناجحة بكل المعايير اللبنانية، وذلك استناداً إلى الموقف الداخلي الموحَّد الذي يشمل الرئاسات الثلاث، فكان الاجتماع ثلاثياً مع هوكشتاين في قصر بعبدا حيث نقلوا إليه الموقف الواحد الموحّد والقاضي بـ:
– أولاً: “الخط 23” هو نهائي لا يمكن التنازل عن أي جزءٍ منه.
– ثانياً: إن “حقل قانا” على رغم امتداده جنوب خط 23، فهو بكامله ملكيّة لبنانية ويعود إلى السيادة اللبنانية”.
ويُضيف: هاتان النقطتان أساسيتان، ومنهما يجب أن تنطلق المفاوضات التقنية غير المباشرة بين وَفدَي لبنان وإسرائيل في الناقورة.
“لا شك أن هوكشتاين استمع إلى المسؤولين اللبنانيين، كما كانت لديه بعض الأفكار حملها من الطرف الإسرائيلي” يقول ياغي “لكن الطرح اللبناني الحالي والواضح للمرة الأولى من دون أي ضبابية، كان يُفترض أن ينقل هذا الموقف الصارم والنهائي إلى الجانب الإسرائيلي”، لافتاً إلى “انعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلي غداً وقد يُبلغ لبنان بردّه النهائي الخميس المقبل، علماً أن هوكشتاين متفائل بالليونة الإسرائيلية حيال التراجع عن القرصنة التي حاولت إسرائيل ممارستها منذ العام 2010 لغاية اليوم”.
ويخلُص إلى القول “حتى الآن إن الموقف الإسرائيلي ليس بوضوح الموقف اللبناني… سننتظر ونرى الموقف الرسمي الذي ستُبلغنا به إسرائيل كي يُبنى على الشيء مقتضاه”.