حلول الترقيع تفشل… ونماذج الخروج من العتمة متوفرة
وسط الأزمات التي تضرب لبنان منذ سنوات وانعدام الأمل بحلول نتيجة تقاعس السلطة وغياب كلي لما يسمّى العهد مع قرب إنتهاء الولاية الرئاسية، ثمة بصيص ضوء في عتمة لبنان انبعث بفعل إرادة وإصرار اللقاء الديمقراطي ومتابعته لقضايا الناس ومصالحهم. فنتيجة هذه المتابعة والإصرار على تحدي كل انواع التعطيل سيعود إنتاج الكهرباء من مطمر الناعمة، وكذلك من معمل رشميا الكهرمائي المتوقف منذ سنوات، بفعل الجهود التي بذلها عضوا كتلة اللقاء الديمقراطي النائبان أكرم شهيب وراجي السعد، مع مؤسسة كهرباء لبنان، إذ تم أمس إطلاق أعمال صيانة معمل رشميا بتمويل من الـ USAID لإنتاج الطاقة الكهرومائية، الذي سيغذي نحو 17 قرية، وهو ما يقدم نموذجاً عن كيفية الخروج من نفق العتمة إذا ما توفرت الإرادة.
شهيب اعتبر أن عودة العمل بمعمل رشميا، وإعادة انتاج الكهرباء من معمل الناعمة خطوتان مهمتان جدًا لتأمين حقوق أبناء المنطقة، داعياً لأن يكون التوزيع عادلاً للكهرباء في المستقبل بين القرى، وربط محطة ضخ مياه نبع الرعيان لتأمين المياه لقرى قضاء عاليه.
وفي سياق الحديث عن الكهرباء ومع ذهاب وعود وزير الطاقة وليد فياض باستجرار الطاقة من الأردن والغاز من مصر أدراج الرياح. رأى النائب السابق محمد الحجار في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن ما يحكى عن الغاز من مصر والكهرباء من الأردن سيكون مصيره مشابهاً للنفط العراقي، وأضاف: “لا حلول مستدامة في هذا القطاع ما لم يتحمل وزراء الطاقة المتعاقبين منذ إقرار القانون ٤٦٢ على ٢٠٠٢ إلى يومنا الحاضر المسؤولية، وبالأخص وزراء التيار الوطني الحر الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة من العام ٢٠٠٨ ووعدونا بالكهرباء ٢٤ على ٢٤ فأصبحنا صفر كهرباء”.
ومع استمرار طوابير الذل أمام الأفران، وعد وزير الاقتصاد أمين سلام بانفراج قريب للأزمة، وإغراق لبنان بمادتي القمح والطحين لعدة أشهر، ملوّحاً برفع الدعم عن الطحين ما قد يؤدي لزيادة سعر ربطة الخبز إلى ٣٠ ألف ليرة.
ومساء أمس أبلغ موظفو القطاع العام عبر رؤسائهم المباشرين بضرورة التحاقهم بالعمل بعد التوصل صدور مراسيم التقديمات الاجتماعية لهم والتوقيع عليها من قبل رئيسي الجمهورية ميشال عون وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف خليل. غير أن رئيسة رابطة موظفي الادارة العامة نوال نصر أكدت الاستمرار بالإضراب حتى التأكد بالملموس من تحقيق المطالب. وهو ما يعني استمرار الأزمة المفتوحة على مصراعيها، والتي تتفاقم يومياً وتنذر بالأسوأ اذا استمر حال التسويف القائم على مستوى الدولة.