محليات

فيتوات” متبادلة على إعادة توزيع التركيبة الحكومية!

كتبت كارول سلّوم في “أخبار اليوم”:

منذ لحظة تقديم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مسودته الحكومية الأولى بخط اليد إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انطلق قطار التأليف بغض النظر عن الملاحظات والأجواء التي رافقت هذه المحطة لاسيما التسريب وردات الفعل.

والدليل الأول على أن العملية المتصلة بهذا الملف متواصلة انعقاد الاجتماع الثاني بينهما صباح اليوم اي في غضون ثمان وأربعين ساعة بناء على طلب الرئيس عون الذي أشار إلى شوائب المسودة الأولى وبعث برسالة مفادها أنه لن يتنازل عن حقه في تأليف الحكومة وفقا لمبدأ الشراكة الوارد في الدستور.

والواضح أن الاجتماعات بينهما تستكمل والصيغة الحكومية ستخضع لتعديل أول وثان وثالث… سيضع الرئيس عون أسماء وكذلك الرئيس ميقاتي، وقد يكون التعديل كبيرا على التركيبة الحكومية الحالية. وفي المختصر سيكون التشكيل محور أخذ ورد وتشاور في الأسابيع المقبلة، إلا إذا عُلّق التشاور لسبب ما.

وتقول مصادر سياسية مطلعة لوكالة “أخبار اليوم” إن المسار طويل نظرا الى أن شريكي التأليف ينظران بمنظارين مختلفين الى توزيع التركيبة الحكومية، فالرئيس عون لديه تحفظات على وزراء اعيدت تسميتهم في الحكومة،  كما أن الرئيس ميقاتي يضع شروطا وتحديدا بالنسبة إلى “وزارة الطاقة”، وتلفت الى أن أي تعديل يطالب به رئيس الجمهورية في التركيبة الحكومية  يعني انسحاب التعديل على ما تبقى منها.

وتوضح هذه المصادر أنهما يدركان للمعايير المتصلة بالتوزيع المذهبي وحصص الأفرقاء الذين يرغبون في المشاركة أو أولئك الذين يسمون وزراء محسوبين عليهم.

وتفيد أن هناك كلاما عن تبديل حقائب لوزراء بما يعني أن هناك وزراء في حكومة تصريف الأعمال يمنحون حقائب كانت قد أسندت الى وزراء آخرين بالإضافة الى دخول أسماء جديدة مقترحة من عون وميقاتي .

وتشير إلى أن الاهم من كل ذلك بقاء قنوات الاتصال مفتوحة والتركيز على قيام حكومة سريعا بمهمات متوافق عليها،  معربة عن اعتقادها ان الاجتماعين اللذين عقدا بين عون وميقاتي كانا قصيرين قياسا بلقاءات التأليف السابقة بينهما وهذا مرده إلى أن الصيغة حاضرة وتعدل.

وفي سياق متصل، تتخوف هذه المصادر من فيتوات متبادلة على إعادة توزيع التركيبة الحالية، الأمر الذي يؤخر حكما التأليف أو يضعه في الثلاجة. ومن هنا تشير إلى أن الصورة تتبلور أكثر فأكثر في الاجتماعات المقبلة.

وتعلن أنه لا يمكن إجراء مقارنة بين تأليف الرئيس ميقاتي لحكومته السابقة وحكومته الحالية لأكثر من سبب، على أن المرحلة التي يمر فيها التأليف حاليا سيحضر فيها شد الحبال السياسي قبل تبيان المصير النهائي للحكومة، أما مسألة التعاون بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فتلك يثني عليها الفريقان، لكن الأمور مرهونة في خواتيمها والقدرة على تعزيز التعاون لاحقا أو أن التعاون شيء والتأليف شيء آخر!…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى