كتبت مارينا عندس في الديار:
بعد ازالة الحواجز الاسمنتية حول المجلس النيابي يطرح السؤال عما اذا كانت المطاعم والمقاهي ستعاود فتح ابوابها من جديد بعد اقفال استمر طويلا وخصوصا في ساحة النجمة؟
حركة السّير معدومة. الشّوارع فارغة من المارّة، والمطاعم مُغلقة. المحلّات التّجارية تُصفِّر والموظّفون مكروبون، على وجوههم البؤس والحزن. السّاحة فارغةُ لا حياة فيها.
نحنُ لا نتكلّم عن منطقة نائية أو ضيعة لبنانيّة محرومة، بل عن ساحة النجمة في وسط بيروت، التي اصبحت مدينة أشباح جرّاء اقفالها بالبلوكات الاسمنتيّة ( نحن نسمّيها في بلدنا جدار العار) منذ انطلاقة ثورة 17 تشرين 2019. عاشت بيروت طوال هذه الفترة، مغمومة وحزينة حيث لا مطعما ينادي ولا مارّة ترُدّ.
أمّا اليوم، فالوضع اختلف. الشّعب قال كلمته في الانتخابات النّيابية، والثّورة ولّدت نوّابًا مستقلّين جدد، طالبوا بفكّ الحصار عن مبنى مجلس النّواب في ساحة النّجمة وسط بيروت. وبالفعل، بدأت إزالة الحواجز الاسمنتيّة يوم 23 أيّار 2022.
ومن أمام أحد الجدران الرئيسية التي تمنع الوصول إلى مجلس النّواب، قال وزير الداخلية بسام مولوي إنّ تخفيف القيود كان واجبًا بعد نتائج الانتخابات. وأضاف: «الناس اللي كانوا عم يتظاهروا هون صاروا جوا… فيه منهم صاروا بالبرلمان».
والسؤال: هل ستعود المطاعم إلى الوسط التّجاري بعد إزالة الحواجز الإسمنتية؟
علمت صحيفة الدّيار ، أنّ مقهى Petit Cafe في وسط بيروت، عادَ لينهض مجدّدًا بالاضافة الى عدد ضئيل من مقاهي أخرى ستسترجع أيّامها الجميلة وتعود لتفتح أبوابها مجدّدًا.
نزها
يقول نائب نقيب المطاعم خالد نزها للدّيار، إنّ تسكير المطاعم كان تسكيرًا كلّيًا في وسط بيروت. العديد منها تصاعدت أنفاسها الأخيرة في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد، ومن ثمّ تم تسكيرها جميعًا بعد وضع الحواجز الاسمنتية. هذا ما أثّر سلبًا طبعًا على المناطق الأخرى، مثلًا قُرب النّهار، الشّوارع المطلّة على الاوروجواي، شارع الجمّيزة ومار مخايل والأشرفية. وقال:» أكثر من 70 % من المقاهي أقفلت أبوابها باستثناء تلك التي حافظت على وجودها.
وعن سؤال هل ستنهض مجددًّا تلك المطاعم بعد إزالة الحواجز الاسمنتية، اكتفى بقوله: «ان شاء الله، نحن نتأمّل خيرًا. لكنّنا بحاجة إلى استقرار أمني ومالي».
وأضاف: «هناك بعض المطاعم التي لم تستطع أن تنهض مجدّدًا ولو تمّ إزالة الحواجز الاسمنتيّة في بيروت، هناك بعض العوائق التي ستمنع من ذلك، وذلك بسبب الانهيار المالي، الصّحّي، النّقدي، بالاضافة الى موضوع الطّاقة كالمازوت والغاز والبنزين. الدّولار اليوم 36 ألف ونحن أمام مُنعطف خطير جدًّا وعلينا النّهوض».
وتابع نزها: «9%من الشعب اللّبناني لا يزال مرتاحًا مادّيًا، أمّا الباقون، فهم عاجزون عن سحب أموالهم من المصارف. يؤمّنون الأمور الأساسيّة لبيوتهم ويدفعون اشتراك الموتور لو استطاعوا. فأين التّعليم والطّبابة؟ والصّحة؟..
وأكّد أنّ القطاع السّياحي هو من أهم القطاعات التي يتكل عليها لبنان لإنهاضه مجدّدًا، وهو المستثمر الأكبر على مساحة الوطن والقطاع الذي يستهلك للانتاج الوطني وهو أكثر من يدفع الضرائب، وبالتّالي هذا القطاع هو أوّل من ينعش البلد اقتصاديًا. لكنّ السياحة اليوم تتطلب استقرارا وأمنا وطرقات سالمة، وإن كان صاحب العمل يستصعب الوصول الى عمله بسبب أزمة البنزين فما بالك زبون المطعم؟
خسرنا يد عاملة كثيرًا، ولو شاهدنا مطاعم حتّى اللحظة لا تزال جيدة ومكتظّة بناسها، فهذا لا يعني أنّنا ننقل الصورة العامة للبلد. المطاعم خسرت اليوم ومن بقي صامدًا، فبرافو!
وأشار خالد نزها إلى أنّ عدد المؤسسات التي اقفلت هي 8500 مؤسسة ، و 4500 مؤسسة موسمية على مستوى لبنان. ولكن، بعد انفجار مرفأ بيروت في الرّابع من آب، تدمّرت الشّوارع السّياحيّة والواجهة البحريّة والقطاع السّياحي بأكمله، تحديدًا في الجميزة وبدارو ومار مخايل والأشرفية. قسمٌ كبيرٌ من المقاهي أقفل أبوابه، وقسمٌ منهم هاجر. نتمنّى أن ينهض القطاع السّياحي مجدّدًا مع كل ما عشناه من مشاكل.
وختم: «نحن نشجّع ما حصل من ازالة الحواجز طبعًا، لعلها تكون مرفقة مع استقرار مالي وأمني وسياسي ونقدي ونشجّع المطاعم أن تنهض مجدّدًا علّى البلد ينهض بدوره».
Related
زر الذهاب إلى الأعلى