فرنجيّة الأوفر حظًّا للوصول إلى السدة الرئاسيّة؟
رأى الأمين العام السابق لحزب البعث النائب السابق عاصم قانصوه، أنّ ما تشهده الساحة الإعلامية من تراشق سياسي وطائفي ومناطقي بين القوى السياسية، مفهوم ومبرر انطلاقا من كونه «عدة الشغل» لاستقطاب الناخبين، سيما ان كل القوى السياسية من دون استثناء، تعلم علم اليقين أن الاستقرار في لبنان مربوط بالأوضاع الإقليمية والدولية، وبالتالي، فإن ما ستفرزه صناديق الاقتراع لن يغير قيد أنملة من الواقع اللبناني، وما الشعارات الرنانة والوعود بالانتقال من ضفة الفوضى إلى ضفة الانتظام العام، سوى حفلة مزايدات لا تسمن ولا تغني عن جوع.
وأكد قانصوه، في حديثٍ لصحيفة «الأنباء» الكويتيّة، انه واهم من يعتقد أن ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، فالأمور ستبقى على حالها إلى حين انجلاء الرؤية الإقليمية، لا سيما ما يتعلق منها بمفاوضات فيينا من جهة، وبمفاوضات بغداد من جهة ثانية، ما يعني من وجهة نظر قانصوه، أن قرار الاستقرار في لبنان ليس بيد القوى السياسية والحزبية، بقدر ما هو بيد صياغ التسويات الإقليميين والدوليين.
وعليه، أكد قانصوه انه أيًّا يكن الفائز بالأكثرية النيابية بعد 15 أيار المقبل، لن يستطيع وحده احتكار القرار اللبناني، خصوصا على المستوى التنفيذي، لان لبنان لا يحكم إلا بالتوافق بين جميع مكوناته، ما يعني أن حكومة ما بعد الانتخابات لن تقوم إلا على قاعدة «الوحدة الوطنية»، التي من المرتجى أن تكون من خامة الحكومات التي شكلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأي خلل في هذه المعادلة التي كرستها الطائفية السياسية اللعينة والبغيضة، تدخل البلاد في متاهات قد تصل إلى حد الفوضى وهدم سقف الهيكل فوق الجميع.
وعن استشرافه للاستحقاق الرئاسي في تشرين الأول المقبل، أعرب قانصوه عن يقينه بان الانتخابات الرئاسية ستحصل لا محال في موعدها الدستوري، إلا أن السؤال الذي لا جواب عليه حتى الساعة هو من سيكون الرئيس الخلف، علما أن النائب جبران باسيل هو الأقل حظا مقارنة برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون، وهو بالتالي غير مقبول لدى الآخرين نظرا للعداوات التي نشبت بينه وبين الغالبية العظمى من القوى السياسية على المستويين المسيحي والإسلامي، معتبرا في المقابل أن فرنجية هو الأكثر مرونة في هذا الاستحقاق، وهو بالتالي الأوفر حظا للوصول إلى السدة الرئاسية، خصوصا أن خلافاته مع البعض لم تصل إلى حد العداء، وحتى انها لم تتجاوز حدود الأدبيات السياسية، مشيرا بمعنى آخر إلى انه حتى الساعة يمكن اعتبار فرنجية متقدما على باسيل وعون ما لم يظهر مرشح رابع ينسف حسابات الجميع، ويقلب الموازين رأسا على عقب.