إنتخابات 2022محليات

القوات مُهدّدة بـ”لا حاصل” في بعلبك الهرمل.. حبشي قد يخسر؟

جاء في الاخبار:

ضرب تعليق سعد الحريري عمله السياسي حلفاءه في الصميم. المستقبليون المتمردون على رئيسهم قلة، وغالبيتهم بلا حيثيّة شعبية تتيح لهم أن يكونوا أحصنة رابحة. هذا تحديداً ما يحصل في بعلبك – الهرمل. هنا الغلبة للصوت الشيعي إذ يشارك منه في الانتخابات نحو 75% عادةً، أي 170 ألف ناخبٍ من أصل 341 ألفاً ينتخب منهم نحو 205 آلاف ناخبٍ.

مبكراً حسم ثنائي حزب الله وحركة أمل أمورهما. المرشحون الشيعة الستة صاروا في الجيب تقريباً. ابتعاد «التيار الأزرق» عن المعركة فتح الباب أمام «الثنائي» لجوجلة أسماء المرشحين السنّة واختيار الأفضل عددياً. هكذا اختير على لائحة الثنائي مرشحان سنيان من أكبر العائلات تمثيلاً في بعلبك (صلح) وعرسال (الحجيري). وعليه، ثمة فرصة أمام الثنائي لاستعادة المقعد السني الذي خسره في انتخابات 2018 لمصلحة مرشح المستقبل العرسالي بكر الحجيري.

بكر الحجيري التزم بقرار «الشيخ سعد» وانكفأ عن المشهد. فيما بحثت القوات طويلاً بين المرشحين السنة عمن يملك حاصلاً مؤكّداً. استنجدت بـ «السادات تاور». ولأن الرئيس فؤاد السنيورة لا يرفض لسمير جعجع طلباً، عمل «بيديه ورجليه» لسحب المرشحين السنة «العراسلة» لصالح زيدان الحجيري. استقبلهم تباعاً في بيروت وأقنعهم بالانسحاب باستثناء سميح عز الدين الذي أصر على الترشح قبل أن ينسحب قبيل ساعات قليلة من إقفال اللوائح. لعبة السنيورة واضحة: تثبيت زيدان الحجيري على لائحة القوات يوجّه «ضربة» للثنائي الشيعي بعدم تجيير آل الحجيري أصواتهم لمرشح «الحزب» ملحم الحجيري بل تقسيمها بينه وبين زيدان.

قبل البحث عن المرشحين السنة، بدأت القوات من الشيعة. محاولتها الأولى كانت مع النائب السابق يحيى شمص الذي ترشّح معها (أو ترشحت على لائحته) عام 2018 ونال أكثر من 6500 صوت تفضيلي. كان شمص حاجةً لجعجع كونه يملك قاعدةً شعبية تؤمّن «نصف حاصل» يرفع من حظوظ لائحته.
تتعدّد الروايات حول عدم قبول شمص الترشّح. البعض يشيع أن حزب الله تمكّن من إقناعه بالعدول عن الترشح مع «القوات»، وتُوّج ذلك باستقبال لافت له من قبل الأمين العام السيد حسن نصرالله. لا ينفي شمص هذا اللقاء الذي حصل منذ حوالي الشهر، وإن كان يضعه في إطار التحدّث عن ملفات داخلية وإنمائية تخص منطقة بعلبك – الهرمل، مؤكداً أن الأمر غير مرتبط بالانتخابات لا من قريب ولا من بعيد. ويضيف: «اتخذت قراري منذ 8 أشهر بعدم الترشح لأنني لن أتمكّن من فعل أي شيء لمنطقتي في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة»، موضحاً أن «تحالفي في 2018 كان مع الحريري وليس مع سمير جعجع، والأخير لم يطرح معي موضوع الانتخابات هذا العام».

خسرت «القوات» أصوات شمص، فانتقلت سريعاً للبحث عن شخصيّة تملك رصيداً، ولو قليلاً، في دائرة البقاع الثالثة تقيها خسارة المقعد الماروني الذي يحتله النائب أنطوان حبشي. مسح «حزب جعجع» الغبار عن المعارضين للثنائي الشيعي. وبعد مفاوضات مع أكثر من شخصيّة، وقع الاختيار على الشيخ عباس الجوهري. كان التوجّه بأن يكون مع الجوهري أيضاً علي صبري حمادة. ولكن حصل خلاف على من سيرأس اللائحة، الجوهري أو حمادة، إضافة إلى رفض «البيك» زيارة جعجع مكتفياً بزيارةٍ للسنيورة في حضور الوزير السابق جمال الجراح والمرشح حبشي. لم تستمر المفاوضات طويلاً بعدما رفض حمادة الانضمام إلى اللائحة ما لم يكن رئيسها. فيما جنحت القوات باتجاه الجوهري بسبب حساباتها الخاصة بأنه سيكون أفضل من «ابن البيك».

تؤكد مصادر عدة أن عدداً لا بأس به من المرشحين الشيعة رفضوا الاتفاق مع «القوات» بسبب قلة «إغراءاتها» المادية أمام ما يُحكى عن إنفاق المال السعودي بغزارة في دوائر أُخرى، مشيرين إلى أن جعجع لم يُقدّم أكثر من 800 ألف دولار للائحة الكاملة ما اعتبر بعض المرشحين أنه «مش كافي».
يرفض الجوهري «هذه الاتهامات»، ويؤكّد لـ«الأخبار» أنه يعمل على تشكيل لائحته بنفسه من دون أي تدخّل من القوات أو من السنيورة، ولو أن الأخير اتصل به أمس لـ«شكره» على جهوده في سحب سميح عز الدين بهدف توحيد الصف السني – العرسالي. ويقول: «عملت مع العائلات والعشائر لاختيار المرشحين الشيعة مع الأخذ في الاعتبار الصوت السني الوازن والصوت المسيحي الوازن. ولأن القوات تملك أكبر قاعدة جماهيرية مسيحية في البقاع الشمالي، اخترتُ أن يكون حبشي مرشحاً على المقعد الماروني على لائحتي، كما طلبتُ من القوات أن تُسمي أيضاً المرشح عن مقعد الروم الكاثوليك».

وعن الإنفاق المالي في ظل ما يُحكى عن توزيعه رشاوى انتخابية تصل إلى مليون ليرة شهرياً على بعض العائلات المحتاجة، يشدّد رئيس «لائحة بناء الدولة» على أن «المعنيين يعلمون باسم المتبرّع لحملتي الانتخابيّة. في حين أن المساعدات الرمضانية تُقدم من قبل أحد رجال الأعمال منذ أكثر من 10 سنوات وهي لا تدخل في إطار الإنفاق الانتخابي». ويؤكّد أنه لم يتلقَ أي دعم مالي من جعجع، «علماً أنه من الطبيعي أن يدفع حبشي لوازم الحملة الانتخابية»، معتبراً أنّ «ما يقدّمه حزب الله من رشاوى انتخابية تتعدى مبلغ مليوني دولار شهرياً». ويؤكد أنّ لائحته «مقلعة بثلاثة نواب، لأن الناس موجوعة وتريد أن تبحث عن الأمان فيما النواب الحاليون لم يتمكّنوا من تحسين الوضع الإنمائي في أكثر المناطق حاجةً». بالتالي، يراهن الجوهري على ترك الناخبين للثنائي الشيعي و«الركض» نحوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى