مخطط مقصود لاستهدافات الكحالة وعاليه.. فتنة وتأليب البيئة الحاضنة
كتبت ابتسام شديدفي الديار
لم تستطع إسرائيل احتلال اي منطقة او جزء من الأرض فركزت عملياتها على التدمير الممنهج بتطبيق سياسة الأرض المحروقة لمنع المهجرين من العودة الى مناطقهم وخلق حركة ضغط ونزوح في الداخل والهدف واضح تقليص مساحة لبنان وزج اللبنانيين باختلاف طوائفهم وأحزابهم وشعاراتهم في نطاق جغرافي ضيق بعدما اصبحت البلدات والمدن غير صالحة للحياة رغبة منها بإثارة النعرات الطائفية المذهبية وتأليب اللبنانيين ضد بعضهم بعضا وتحقيق ما لم تتمكن آلة الحرب من إنجازه باستغلال التباين والانقسام اللبناني في مقاربة موضوع الحرب لإثارة الفتنة من جهة والضغط على حزب الله لتقديم تنازلات في عملية التفاوض.
لعل المشهد في عاريا نموذج عما يخطط له العدو الاسرائيلي فاستهداف الطريق الدولية ( عاريا الكحالة) بحجة استخدامها من قبل عناصر حزبية لنقل الاسلحة لخمس مرات متتالية ليس أمرا عابرا فاختيار هذا الموقع دون غيره مخطط له فالمنطقة معروفة بالخصومة السياسية مع حزب الله منذ حادثة الكحالة عام ٢٠٢٣ بعد انقلاب شاحنة لحزب الله ومقتل سائقها، الأمر نفسه ينسحب على حادثة قصف “الفان” في عاليه لخلق تشنجات وتوتير الأجواء بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي الذي فتح مناطقه لاستقبال المهجرين، فالهدف الإسرائيلي واضح وهو زرع الفتنة بين المجتمع المضيف والمهجر وتأليب البيئة الحاضنة ضد الحزب والمهجرين من بيئته فاستهداف السيارات والشاحنات التي يستقلها عناصر الحزب بعد رصدها من مناطق انطلاقها في موقع محدد مسبقا هو من اجل كشفها ودفع أبناء المنطقة لاعتراضها و الدفع لحصول احتكاك بين اللبنانيين.
بعد أكثر من شهر على الهجوم البري على لبنان ثبت ان حزب الله ليس هدفا سهلا ولا يمكن هزيمته بمواجهات الميدان وإلا سيتكبد الجيش الاسرائيلي خسائر عسكرية كبيرة فلذلك قد يلجأ الى الداخل فيختار أهدافه بدقة متناهية، صحيح ان المجتمع اللبناني محصن وليس من مصلحة اي فريق الذهاب الى خيار الفتنة او الحرب الأهلية لأنها ستكون خسارة للجميع لكن تكرار الحوادث والاستهدافات الإسرائيلية المختارة بعناية برصد المسيرات التي لا تغادر المناطق يفتح المجال للشك حول قدرة المجتمع اللبناني على الصمود في وجه الاستفزازات المتنقلة والتحرشات الاسرائيلية المتمادية التي تهدف بالدرجة الأولى الى التضييق على اللبنانيين وحشرهم جميعا للحصول على تنازلات .