ما قصة القوات الدوليّة على الحدود اللبنانيّة- السوريّة؟
الرئيس الفرنسي ماكرون حاول جس نبض بعض المسؤولين اللبنانيين والعرب الذين زاروا باريس في الاسابيع الماضية بشان نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية بصلاحيات واسعة مستمدة من وحي القرار ١٥٥٩، وقد سمع جوابا حاسما برفض هذا الطرح لانه يفجر البلد برمته ويحوله ساحة للصراعات الكبرى وبريدا للرسائل الدموية، كما لم يتحمس الزوار اللبنانيون الى فكرة فرنسية بزيارة ماكرون الى لبنان منتصف حزيران بعد لقائه الرئيس الاميركي بايدن للضغط على القيادات السياسية من اجل تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية والتلويح بقرارات دولية وعقوبات بوجه المعرقلين، كما لم يتحمس هؤلاء الزوار لفكرة جمع الاطراف اللبنانية على طاولة الحوار في باريس لان الظروف غير مؤاتية .
مصادر سياسية متابعة للحراك الرئاسي تؤكد، ان ماكرون مصر على طرح الملف الرئاسي والحدود اللبنانية مع سوريا و “اسرائيل” خلال القمة التي تجمعه مع الرئيس الاميركي بايدن في ٧ حزيران، وحسب المصادر السياسية، فان ماكرون يسكنه حنين الى مرحلة الـ ٢٠٠٥، ويريد تقمص دور جاك شيراك وحلفه مع جورج بوش لاول مرة في التاريخ، و ادى ذلك الى خروج القوات السورية من لبنان.
وحسب المصادر السياسية، فان الفرنسيين يسوقون لنشر القوات الدولية لاعتقادهم انها الوحيدة القادرة على وقف النزوح السوري نحو اوروبة ومنع تدفق السلاح الى لبنان وقطع طريق طهران بغداد دمشق بيروت.
وتسال المصادر السياسية، ما الهدف من تكبير “حجر” النزوح السوري حاليا، وهو المفتوح من ٢٠١١، وكل الحملات الداخلية لن تقدم او تؤخر في عودة النازحين ما دام الحل السياسي ما زال مقفلا في سوريا؟ والجميع يعلم ان الحل يبدا اولا، برفع الحصار الدولي والعربي وفتح الابواب امام الاستثمارات والاعمار، هذا هو الطريق الوحيد، وليس رفع سقف المواقف بخلفيات رئاسية؟
وتؤكد المصادر السياسية، ان دمشق ابلغت وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي، ان الدول الذين يحاصرون سوريا ويعملون على تخريبها هم المسؤولون عن النزوح السوري وتجارة الكبتاغون، فكيف تطلب من سوريا المعالجة و٢٠ % من اراضيها واكثر تحت سيطرة المسلحين المرتبطين بكل عصابات العالم؟
وحسب هذه المصادر، فان ماكرون يرفع سقف مواقفه بدأً من سوريا عبر الاعلان عن قرارات قضائية ضد رئيس جهاز الامن الوطني السابق اللواء علي المملوك وقائد المخابرات الجوية اللواء جميل حسن واحد الضباط، كما رفض ماكرون كل النصائح للتواصل المباشر مع السوريين في ملف النزوح، الى التهديد بارسال جيشه الى مقاتلة روسيا في اوكرانيا، كل هذه الملفات توحي بسياسة فرنسية تصعيدية منحازة الى “اسرائيل”، ودورها في غزة “اجر بالبور واجر بالفلاحة” وورقتها بشان لبنان منحازة كما تؤكد قيادات ٨ اذار، فيما الورقة الاميركية اكثر واقعية، لكن مصيرها لن يختلف عن الورقة الفرنسية رغم ان الطرح الاميركي يتطرق الى الرئاسة وضرورة اجراء الانتخابات بين منتصف تموز وايلول كما ورد في ورقة هوكشتاين التي رفعت الى الرئيس بري، وهذا ما يؤشر الى ان الاجواء الاميركية الفرنسية متباعدة حول لبنان وكيفية الوصول الى الحل، وسط تشدد فرنسي وليونة اميركية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية في تشرين .
رضوان الذيب – الديار